يتناول هذا البحث موضوعاً مهماً يرتكز على توضيح حال المخطوطات التأريخية مجهولة المؤلف والعنوان، وأسباب ظهور مثل هذه المصادر التأريخية، وبقاء بعضها على هذه الحال نفسها حتى يومنا الحاضر، فضلًا عن أنَّه يسعى لبيان أثر هذه الحال في المصداقية العلمية للمصادر التأريخية في حال كون مؤلفها وعنوانها مجهولين، ويبين أثر التزييف والتزوير في ظهور مخطوطات تأريخية مجهولة المؤلف والعنوان ويبين دوافع ذلك، ويشرح القواعد والأسس العلمية التي وضعها المحققون في التعامل مع هذه المخطوطات والعمل على علاج المشكلة قدر الإمكان، وقد تم تفصيل ذلك من خلال إيراد نماذج من هذه المخطوطات التأريخية المحققة.
تسعى الدراسة لإبراز ميزات القواعد التي وضعها العلماء الذين اعتنوا بهذه المخطوطات التأريخية، حيث عالجوا مختلف الأسباب والدوافع التي أوصلت المخطوط إلى هذه الحالة من الجهالة، فضلًا عن أنهم حاولوا وبمختلف الأساليب الوصول إلى حلول عن طريق تتبع دقيق لحياة المؤلف ومؤلفاته، ومعرفة خطوطه، وكل ما ذكره المؤرخون عن شخصيته وأسلوبه وكتبه، كل ذلك من أجل التوصل إلى معرفة نمط المؤلف وطبيعة كتاباته وصولاً لتشخيص اسم المؤلف وعنوان المخطوط، الذي قد يبقى مجهولاً رغم كل الجهود المبذولة؛ لذا فإن عملية التأكد من نسبة مخطوط لمؤلفه ومعرفة عنوانه عبر كل هذا البعد الزمني يعد من المشكلات البحثية العميقة التي تتطلب تظافر جهود المؤرخين والمحققين؛ لمعالجة هذه المشاكل التي أصابت بعض مصادر التأريخ، وصولًا إلى تقديم كتبٍ متكاملة البيانات والمعلومات.