شکل الخليج العربي وعبر تاريخه الطويل أهمية سياسية واقتصادية کبيرة، وقد نشأت على سواحله العديد من الموانىء، کان منها موانىء الساحل الشرقي للخليج العربي التي تضافرت لها عدت عوامل ساهمت في إبراز تألقها في دنيا التجارة. کان من تلک العوامل: قيام الدولة العباسية وتنامي قوتها في المنطقة، حيث ساعد قيامها على بروز نجم موانىء الساحل الشرقي للخليج العربي سيراف، هرمز القديمة، وجزيرة قيس في دنيا التجارة، ولم يعد دورها مقصوراً على استقبال البضائع وتصريفها، إنما تعدى ذلک بکثير؛ فبدأت تمارس دور الوسيط التجاري في الخليج العربي والهند والصين وشرق إفريقيا، وهذا النشاط التجاري کان له انعکاساته على الحياة الاقتصادية والاجتماعية على سکان تلک الموانىء الذين بدؤوا بجني الأموال الطائلة. وبدأت المعاملات التجارية السائدة في موانى الساحل الشرقي للخليج العربي تأخذ شکلاً أکبر مما کانت عليه من قبل؛ فالتداولات الاقتصادية وتبادل السلع التجارية أخذ يزداد أکثر من ذي قبل، والعلاقات التجارية لموانىء الساحل الشرقي للخليج العربي بدأت تتوسع مع أقاليم جديدة وبعيدة، مما أوجب تنوعا في المعاملات التجارية لتواکب الحرکة التجارية النشطة.
وصاحب هذا الازدهار الملاحي والتجاري لحرکة السفن والبضائع في الخليج العربي ازدياد نشاط القرصنة البحرية في مياة الخليج العربي، والذين أخذوا على عاتقهم مهاجمة السفن التجارية المارة فيه، وقطع الطريق على المسافرين، ومهاجمة ميناء جزيرة قيس وغيره من موانىء الخليج العربي المرتبطة ملاحياً وتجارياً بموانىء الساحل الشرقي للخليج العربي، کميناء البصرة بوابة الدولة العباسية على العالم الخارجي، مما أوجب على الدولة العباسية اتخاذ تدابير أمنية من شأنها حماية موانى الساحل الشرقي للخليج العربي وبقية موانى الخليج.