تعد ظاهرة تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود الدولية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية للانخراط في الصراعات المسلحة أو عودةً منها واحدة من أخطر المشكلات المعاصرة التي تعاني منها الجماعة الدولية. وتثير هذه الظاهرة العديد من الإشكاليات السياسية والقانونية التي تفرض تحديات جسام على الدول المعنية مما أسفر عن تباين سياساتها في التعامل مع العائدين من هؤلاء المقاتلين. وتقدم هذه الدراسة تحليلاً علمياً لهذه الظاهرة من حيث ماهيتها والأسباب الكامنة وراء انتشارها ودوافع المقاتلين الأجانب من الانتقال ذهاباً إلى وعودةً من التنظيمات الإرهابية. كما يلقي التحليل الضوء على أهم الإشكاليات السياسية والقانونية التي يثيرها تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود الدولية وسياسات الدول المعنية في التعامل مع العائدين منهم، فضلاً عن استعراض جهود منظمة الأمم المتحدة في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وتطوراتها. وقد انتهت الدراسة إلى أن الظاهرة محل التحليل ظاهرة معقدة، شديدة التركيب، ومتعددة الأبعاد، مما يقتضي تبني مقاربة شاملة أمنية وثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية لمعالجة أسبابها الجذرية ولمواجهة ما تفرضه من تداعيات غير مسبوقة على السلم والأمن الدوليين.