تُعد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من أبرز التحالفات الاستراتيجية في السياسة الدولية، حيث تمتد لعقود طويلة من التعاون العسكري، الاقتصادي، والدبلوماسي. وبلا شك تتخذ علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل أهمية بارزة باعتبارها علاقة استراتيجية تحالفية، تعتمد على المصالح المشتركة، حيث تتعامل "اسرائيل" مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الحليف الأهم والأكثر استقراراً، والذي تستطيع من خلاله بناء قوة عملية، حيث يساعدها في الهيمنة وفرض سطوتها في المنطقة العربية، اعتماداً على قوة الولايات المتحدة، كما تتعامل أمريكا مع اسرائيل باعتبارها حجر الزاوية في سياستها في المنطقة العربية، وترى ضرورة أن تستعيد اسرائيل قوة الردع وأن ترمم صورتها ودورها الذي تأثر بسبب معركة طوفان الأقصى.
وفي ضوء الأحداث المتكررة في الشرق الأوسط، تلعب هذه العلاقة دورًا محوريًا في صياغة السياسات الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. حيث في أكتوبر 2023، اندلعت موجة جديدة من العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مما أعاد التركيز على الدور الأمريكي في هذا الصراع. وقد شهدت هذه الحرب تدخلاً أمريكيًا واضحًا سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي، حيث تعد الولايات المتحدة الأمريكية شريكاً كبيراً للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، حيث قامت بتزويد اسرائيل بالدعم في كافة الأوجة عسكرياً واعلامياً ومالياً وسياسياً، وقامت بالتصدي لأي إجراءات دولية لوقف الحرب أو تجريم الاحتلال. في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على إدارة الرئيس الأمريكي بشأن ضرورة إعادة النظر في طبيعة الدعم المقدم لإسرائيل.