بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم عام 2002، كان الحزب بحاجة إلى بناء جسور الثقة بين المواطنين الأتراك عبر تصوير حزبه كحزب وسطي محافظ وجديد، يختلف عن ماضيه الإسلامي، كما يختلف عن غيره من الأحزاب المنافسة من نفس الطيف السياسي، لذلك ابتعد حزب العدالة والتنمية عن صوغ الهوية الإسلامية كأساس لسياسة خارجية قائمة على المناهضة والعداء للغرب، بدلاً من ذلك اتجه نحو سياسة خارجية منفتحة على المستوى الإقليمي والدولي. ,وذلك في إطار سعى حكومة العدالة والتنمية إلى إعادة تعريف مكانة تركيا على الساحة الإقليمية والدولية بما يتناسب مع أهمية موقعها الاستراتيجي وإمكانياتها المختلفة، فكان من أهم ركائز تحول السياسة الخارجية التركية في عهد حزب العدالة والتنمية، ما شهدته هذه السياسة من تغيرات بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، فمع تعزيز قدرته العسكرية والاقتصادية والإدارية والسياسية، خضعت السياسة الخارجية التركية إلى إعادة هيكلة في توجهاتها المختلفة على المستوى الإقليمي والدولي، فضلاً عن دور أحمد داوود أوغلو في صوغ الأساس النظري لتلك السياسة.