نتناول بالبحث والتحليل في هذة الوقة البحثية موضوع من أهم موضوعات السياسة الخارجية والعلاقات الدولية التي تربط بين الدول وبعضها، ألا وهي قضية التدخل التركي في المنطقة العربية وخصوصاً بعد اندلاع ثورات الربيع العربي في دول المنطقة العربية منذ عام ٢٠١١ وزيادة تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والإجتماعية وغيرها والتمرد علي الحكومات وشيوع الفوضي واتساع بؤرة التفكك بين الشعب والسلطة، بالإضافة إلي مدي سماح هذة الدول العربية للدولة التركية بالتدخل في شئونها وممارسة دور المشرف علي الأوضاع السياسية في الدول، ونظراً لأن هناك تاريخ حافل بالعلاقات التي تربط بين دول الشرق الأوسط وتركيا علي وجه الخصوص أدي ذلك إلي اندفاع تركيا بالتدخل في شؤون المنطقة العربية وكان ذلك لتنفيذ عدة أهداف، كما أنه انعكس علي ميول تركيا في السيطرة علي الدول العربية ومواردها بشكل أو بآخر منذ قديم الأزل.
ويرجع السبب الأساسي في انخراط تركيا في مشكلات المنطقة العربية هو حجم الاستثمارات التركية في الوطن العربي وضرورة حمايتها من التدهور والخسارة بجانب ذلك محاولة تركيا تطبيق أهداف السياسة الخارجية الخاصة بها وبالفعل وُضعت تركيا في واجهة الأحداث بإعتبارها فاعل رئيسي ومحرك أساسي في مجري الأحداث والانتفاضات العربية، ووجدت تركيا الفرصة سانحه أمامها لتنفيذ أهداف سياستها الخارجية في المنطقة العربية وتحقيق طموحاتها من خلال مجموعة من الوسائل والأدوات التي تساعدها علي تنفيذ الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية والإيدلوجية الخاصة بها، وخلال السطور القادمة نتناول أهداف السياسة الخارجية التركية وأدواتها في شيئ من التفصيل كما نركز علي الدوافع التركية المعلنة وكذلك والخفية الحقيقة .
والمتعارف عليه دولياً هو عدم السماح لأي دولة بالتدخل في شؤون الدول الأخري