لقد حظى الشمول المالى باهتمام واسع النطاق من المجتمع الدولي وأصبح مطلباً حتمياً لواقع التنمية وتسريع آلياتها. كما تهدف التنمية الاقتصادية المستدامة، وخاصة التنمية المالية، والشمول المالى إلى توفير وتعظيم الخدمات والمنتجات المالية للعديد من الأفراد وتعزيز الوصول والاستخدام الأمثل من قبل جميع شرائح المجتمع بطريقة سريعة وسهلة وآمنة.
ترتبط الثقافة المصرفية ارتباطًا وثيقًا بالشمول المالى ، ويعد فهم المنتجات والخدمات المصرفية شرطًا أساسياً لتداولها واستخدامها بشكل اكثر فاعلية. لذلك تناولت الدراسة من خلال اطارها التطبيقى قياس أثر الثقافة المصرفية على تعزيز وتنمية الشمول المالى بالتطبيق على بعض دول تجمع الآسيان (إندونيسيا وسنغافورة). وذلك من خلال الاعتماد على نموذج الانحدار الخطى المتعدد multiple linear regression model وباستخدام البرنامج الاقتصادى الإحصائى 10 E-views.
أهتمت إندونيسيا بتدعيم الثقافة المصرفية ومبادرات التوعية المالية وظهر ذلك واضحاً فى نجاحها فى استخدام التكنولوجيا المالية فى كافة القطاعات المصرفية من خلال توفيرها تقنيات مبتكرة مثل تكنولوجيا عمليات الاقراض والعملات المشفرة وانظمة الدفع التكنولوجية وذلك من خلال توفير منصات التكنولوجيا المالية مثل منصات التمويل الجماعى والاستثمار وغيرها.
تعد دولة سنغافورة من الدول التى أعطت اهتماماً كبيراً لدعم الشمول المالى من خلال الجهود الكبيرة التى بذلتها الحكومة. حيث حققت سنغافورة تقدماً ملحوظاً فى مؤشرات الشمول المالى الرقمى والذى اظهرته بيانات متغيرات نموذج دولة سنغافورة وذلك خلال فترة الدراسة من خلال تطوير خدمات التكنولوجيا المالية فى كافة القطاعات المالية والمصرفية.