الحرب الروسية الأوكرانية حرب مدمرة، لا يمكن أن يخرج منها رابح، وقد امتد تأثيرها إلى جميع دول العالم بلا استثناء، وتسعى هذه الدراسة إلى الوقوف على الآثار التي ستخلفها الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن القومي المصري، فتعتبر مصر الشريك التجاري الأول لكل من روسيا، وأوكرانيا في إفريقيا، والشرق الأوسط، ومن ثم فإن لهذا الصراع تداعيات مُتشابكة جدًا بالنسبة للاقتصاد المصري، إذ تعد روسيا هي المورد الأول للقمح لمصر، بينما أوكرانيا هي المورد الثاني بالتالي فإن مصر مدعوة لمراجعة إجراءات سلاسل إمداداتها من تلك السلعة الإستراتيجية.
تقدم الدراسة تحليل شامل حول تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن القومي المصري، ومن ثم تقديم رؤية متكاملة لأهم الجهود المصرية لتجنب تداعيات هذه الحرب، محاولة استشفاف مؤشرات العلاقات المصرية الدولية في ظل تصاعد الحرب الأوكرانية والمساهمة في رسم تصوراتها المستقبلية وتبني الإستراتيجية المواتية للتعامل حيالها حيث هناك الكثير من المخاوف التي تفشت وأحاطت بالعالم أجمع منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية وتحديدًا فيما يخص الأمن والسلم الدوليين وإمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة وشهد العالم تداعيات اقتصادية وأمنية بفعل الحرب، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأثير امدادات القمح والذرة، إذ تعتبر أوكرانيا وروسيا مصدران رئيسيان للمنتجات الزراعية بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وزادت أسعار المواد الغذائية لتصل إلى أعلى مستوياتها.