يضم إقليم جنوب القوقاز كلاً من جمهوريات جورجيا وأرمينيا وأذربيجان. وقاد الموقع الجغرافي المتميز للإقليم لجعله ضحية التنافس بين الامبراطوريات الكبرى الواقع على أطرافها واتسمت أوضاعه الأمنية والجيوسياسية بالهشاشة والانكشاف وهو ما يظهر في التأثر المباشر بالأحداث المحيطة.
تسعى الدراسة للإجابة عن سؤال رئيسي هو كيف انعكست الحرب الروسية الأوكرانية على السياسات الخارجية لدول جنوب القوقاز؟ وتناقش الدراسة أهم التطورات الداخلية بدول جنوب القوقاز وكيف انعكست تلك التطورات على سياساتها الخارجية وبخاصةٍ مواقفها من الحرب الروسية الأوكرانية وكيف تأثرت هذه المواقف بطبيعة علاقاتها بكل من روسيا وأوكرانيا. وأخيراً تستعرض الدراسة بإيجاز مواقف الجمهوريات الانفصالية بالإقليم -أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تحديداً- من تلك الحرب.
تعاني منطقة جنوب القوقاز من العديد من بؤر التوتر التي تثور المخاوف من أن تتحول إلى تصعيد ومواجهات عسكرية. ويأتي التعامل مع روسيا ومواجهة سعيها لإبقاء المنطقة بدائرة نفوذها المباشر على رأس التحديات التي ينبغي لدول جنوب القوقاز إيجاد صيغة مناسبة لمواجهتها. يأتي ذلك في الوقت الذي تسعي فيه دول جنوب القوقاز للحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة.