تعد القارة الأفريقية من أكثر مناطق العالم تضرراً من آثار التغير المناخي، ففي السنوات الأخيرة شهدت القارة الأفريقية العديد من التغيرات المناخية، كالتصحر وموجات الجفاف الطويلة والفيضانات والأعاصير.
ولقد ساهمت التغيرات المناخية في تأجيج العديد من الصراعات القائمة، حيث ساهم التصحر في تفجير الصراع في دارفور والذي يرجع في جزء منه إلي التنافس بين الجماعات الرعوية والزراعية علي الأراضي القابلة للاستغلال الاقتصادي.
لذا فقد ركز هذا البحث علي تحليل أثر التغيرات المناخية علي الصراع الداخلي في أفريقيا ودراسة الجهود الأفريقية لمواجهة أثار التغيرات المناخية والوصول إلي الاستراتيجيات والسياسات التي يتم تطبيقها للتعامل مع ظاهرة التغيرات المناخية، ولقد توصل البحث إلي أن تأثيرات التغيرات المناخية تظهر بصورة كبيرة في الدول التي تعاني من الصراعات المسلحة، وبالتالي تعمل التغيرات المناخية كمحفز او سبب للصراع المسلح، فالتغيرات المناخية لا تخلق الصراعات من العدم، وإنما هي تفاقم أوضاعاً متوترة أو بسبب منافسات حتمية علي موارد قليلة بين دول أو جماعات، بالإضافة إلي تنامي الحروب والصراعات المناخية حيث أن التغيرات المناخية تساهم في اشعال فتيل الصراعات والنزاعات المستقبلية.