استهدفت الدراسة التعرف على نشأة النظرية الخضراء في حقل العلاقات الدولية، وكذا اختبار فرضياتها ومقولاتها، وتوضيح موقعها من نظريات العلاقات الدولية التقليدية، كما سعت الدراسة إلى التعرف على مادة النظرية الخضراء ومدى قدرتها على تحليل الظواهر السياسية الدولية. وتمحورت المشكلة البحثية للدراسة حول الإجابة عن تساؤل رئيس مفاده: ما الدور الذي تلعبه النظرية الخضراء في مجال تحليل العلاقات الدولية؟ .وقُسمت الدراسة إلى ثلاثة مباحث وخاتمة: اهتم أولها بنشأة النظرية الخضراء في حقل العلاقات الدولية، وعالج المبحث الثاني افتراضات تلك النظرية ومنطلقاتها الفكرية، وتناول الفصل الثالث اسهامات النظرية الخضراء ومدى قدرتها على تحليل الظواهر السياسية الدولية، وخُصصت الخاتمة لعرض أبرز ما توصلت إليه الدراسة من نتائج. ولعل أبرز ما خلصت إليه الدراسة من نتائج هو أن نشأة النظرية الخضراء ترتد إلى فاتحة سبعينيات القرن الفائت، ومرت بثلاثة أجيال، ولم يشتد عودها ولم تقوَ شكوتها إلا بعد مجيء أساطين الجيل الثالث الذين نهض بهم الفكر الأخضر وذاع صيته. كما أن الدراسة خلصت إلى أن النظرية الخضراء تقوم على افتراضات عدة، منها: التعاون البيئي على النحو الذي يحقق بيئة قشيبة، العدالة البيئية العالمية، التعاون بين الدول والفاعلين من غير الدول في مجال حل المشكلات البيئية، الارتكاز على مبادئ الاقتصاد السياسي، والاعتقاد بتعدد مصادر المشكلات الأيكولوجية.