تستهدف هذه الدراسة رصد المعالم الرئيسية لآفاق الدور الحيوي والحاسم الذي يؤديه الإعلام كأحد مكونات استراتيجية مواجهة الأَزَمات؛ وتأثيراته المتوقعة على مستويات الوَعْي الذاتي الجديد المُتشكّل منه لمواكبة الأولويات الجديدة التي أفرزتها جَائِحَة فيروس كورونا المُستجد "Covid- 19" بين جمهور الأطفال؛ قصد الوقوف على مدى انعكاس ذلك على التحكم السلوكي الذاتي المُدرك نحو القضية موضع الدراسة وتطوير خطط التعايش الآمِن والانخراط  في سلوكيات الحماية الذاتية المرتبطة بالجَائِحَة؛ في منظور عينة من أولياء الأمور؛ تُقدر بـ (451) مفردة؛ وُزِعت عليهم استبانة قياس "جدوى الدور الوظيفي لوسائل الإعلام في ظل جائحة كورونا وتأثيراته المتوقعة على مستويات الوَعْي الذاتي الجديد المُتشكّل منه لدى الأطفال وذويهم"، وهى استبانة مغلقة؛ مكونة من (62) فقرةً، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها: وجود درجة مقبولة من الوَعْي النسبي حول جدوى الدور الذي يضطلع به الإعلام - والمرتكز على ما تقدمه التكنولوجيا الرقمية وما تتيحه الشبكات الاجتماعية من إمكانية نشر البيانات بشكل فوري- في التثقيف والإقناع وإشعار كل فرد بمسؤوليته تجاه صحته وصِحّة من يرعاهم؛ معتمداً في ذلك على إثارة الجوانب الانفعالية والعاطفية التي تجنح في بعض الأحيان إلى التخويف، كما تبين من نتائج الدراسة أيضاً عدم اختلاف مستوى الاقتناع الذاتي لدى جمهور المستفيدين من أولياء الأمر للأطفال حيال جدوى الحملات الإعلامية الرسمية المنفذة حول جَائِحَة فيروس كورونا المستجد (Covid- 19)؛ باختلاف متغيرات (الفئة العمرية، المستوى الدراسي، الفئة الوظيفية)، وقد انتهت الدراسة إلى عدد من التوصيات؛ أهمها الإسراع في وضع برنامج للتثقيف الصِحِّي ما بين وزارة الصِحّة والوزارات المعنية كوزارتي الإعلام والثقافة, والتربية والتعليم والشباب؛ هدفه رفع الثقافة الصِحِّية العامة لدى الفئات العمرية الأصغر سناً من الشباب والأطفال؛ من أجل التّزود بكمِّ المعلومات والمعرفة المنظمة والمصممة للتبني الإداري للسلوكيات المُعززة لصِحّة الأفراد والمجتمعات؛ لاسيما في أوقات الأَزَمات الصِحِّية الطارئة.