تعتبر مشكلة الإعاقة العقلية من المشكلات القديمة والتي يهتم بها علماء النفس والتربية والاجتماع والصحة النفسية، كما أنها ظاهرة معقدة الجوانب وتحتاج إلى جهد الكثيرين من القائمين على تنشئة ورعاية المعاقين عقلياً، وهذه الرعاية أمر ضروري لاعتبارات كثيرة، أولها الاعتبار الديني والأخلاقي والذى يحثنا على الاهتمام والرعاية لفئة المعاقين عامة وفئة المعاقين عقلياً خاصة، وثانيها ما يحقق إتاحة الفرصة للمعاق للتعليم شأنه في ذلك شأن الفرد العادي، أما الاعتبار الثالث فهو مواكبة العالم في الاهتمام بالمعاقين، ثم يأتي الاعتبار الرابع وهو الاعتبار الإقتصادى والذى يتمثل في أن تربية المعاق لها عائد إنتاجي بحيث لا يصبح المعاق عالة على المجتمع بينما فرد يتعلم ويتدرب وبالتالي ينتج، إذا أخذنا في الاعتبار أن فئة المعاقين عقليا نسبة لها وزنها في المجتمع. كما أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم وأخطر المراحل العمرية التى يمر بها الإنسان لأنها مرحلة الأساس والتكوين لبناء الإنسان القوى حيث يوضع فيها الدعائم الأساسية لشخصية الطفل وفيها تحدد معظم أبعاد نموه الأساسية من روحية وجسمية وعقلية ولغوية وانفعالية واجتماعية، وفيها تتحدد سمات سلوكه وصفاته المزاجية وعلاقاته الإنسانية ولذلك تصبح هذه المرحلة القاعدة الثابتة لتربية الطفل وتهذيبه وتعليمه وإعداده للحياة والمراحل التعليمية المقبلة بأساليب مشوقة، كما أنها هى الفترة الحرجة التى يتم فيها إرساء أهم معالم شخصية الطفل ليتحدد إطارها وتتضح معالمها عاما بعد الآخر، كما أنها هى الفترة التى يجب الكشف فيها عن الابتكار والإبداع لدى الطفل ويتحقق ذلك إذا مكناه من الحركة والاستكشاف وأعط2يناه حرية التجريب والممارسة وخففنا من وطأة الإحباطات المتكررة التى يتعرض لها بين الحين والآخر واستثرناه بالمثيرات المتعددة التى تحدد قدراته وتدفعه إلى التفكير والابتكار