تعتبر مرحلة الطفولة اللبنة الأولى في بناء الإنسان ثقافياً، وما يعطى في هذه المرحلة من مراحل النمو يعتبر أكثر أهمية من غيره، فالطفولة تسهم إسهاما مهما، ورئيسا، وحاسما في بناء الشخصية من شتى النواحي الاجتماعية، والنفسية، والعقلية، والثقافية، فهذه المرحلة العمرية من حياة الإنسان من أهم مراحل البناء الفكري، وأفضلها لتعلم واكتساب المهارات العلمية والمعرفية؛ فالطفولة من أهم وأخطر المراحل العمرية وأكثرها قابلية للتعليم واكتساب عديد من الخبرات والمهارات والمعارف؛ فالطفل في هذه المرحلة كالزهرة اليانعة التي تحتاج إلى الرعاية والحب والحنان حتى يستطيع أن يصمد في وجه الريح، فأطفالنا دائما في حاجة ماسة إلى التوجيه والمتابعة لجميع تصرفاتهم وسلوكياتهم؛ لذا يجب علينا كآباء ومربيين أن نهتم بهم بصفة مستمرة، وأن ندعمهم دائما؛ فأطفال اليوم هم رجال المستقبل؛ لذا تعد دراسة الطفولة والاهتمام بها من المهام الأساسية للأسرة والمؤسسات المجتمعية، من أجل إعداد وتنشئة الطفل التنشئة الصالحة، التي تجعل منه مواطنا ذكيا، واعيا، يعرف واجبه، ويقوم به وحده، لذلك فإن ما يكتسبه الطفل يعتبر ذا أثراً كبيراً وفعالاً في تكوين شخصيته، وبناء دعائم. وتشغل قضايا الطفل وثقافته حيزاً كبيراً من اهتمام الدول ومجتمعاتها، ويظهر ذلك جلياً فيما ينشر ويصدر، وكذا الفعاليات والأحداث كافة التي تعني بهذا الشأن على مدار العام؛ فالنهوض بثقافة طفل الروضة في عصرنا الحاضر يعمل على تكوين شخصيته، وتعميق وعيه، وتوجيه سلوكياته، والنهوض بمعرفته، لكي يكون طفل اليوم رجل المستقبل قادراً على العطاء، ومواكبة الواقع، والدفاع عن نفسه ومجتمعه ووطنه؛ لذا يغدو الاهتمام بثقافة الطفل جزءاً لا يتجزأ من التنمية في الحاضر والمستقبل.