تواجه الدولة العراقية بعد عام 2003 أزمات أمنية متعاقبة، تعود أسبابها لعوامل عدة، أهمها العامل السياسي، لتعاظم دور العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية جاءت هذه الدراسة لمعرفة مدى فاعلية أجهزة العلاقات العامة في الوزارات العراقية (الداخلية، والدفاع) في التعامل مع الأزمات الأمنية، ويتفرع من هذا الهدف عدة أهداف فرعية، أبرزها هو الكشف عن الأنشطة والبرامج التي تنفذها العلاقات العامة الحكومية أثناء تعاملها مع الأزمات الأمنية. واعتمدت الدراسة على المنهج المسحي بتصميم صحيفة تحليل المضمون لتحليل محتوى الأنشطة الاتصالية التي قدمتها الوزارات محل الدراسة على الصفحة الرسمية على موقع الفيسبوك، وكذلك صحيفتي (الحارس، وخيمة العراق) اللتان تصدران عن وزارتي الداخلية والدفاع للفترة من 30/6/2023 وحتى 31/12/2023. وخلصت الدراسة الى العديد من النتائج، أبرزها جاءت استراتيجية التقليل من شأن الحدث بالمرتبة الأولى كأبرز استراتيجية اتصالية، ثم توظيفها في الأزمات الأمنية، وتليها بالمرتبة الثانية استراتيجية الأفعال التصحيحية والتي تعد من الاستراتيجيات الأساسية في نظرية إصلاح الصورة، وكذلك من النتائج الهامة هو غلبة الطابع الإخباري على الأنشطة الاتصالية التي تم تحليلها من خلال توظيف القوالب الإعلامية (الأخبار- التقارير- البيان الإعلامي) بشكل أكبر من القوالب الإعلامية الأُخرى. وأوصت الدراسة الى ضرورة التنوع في الأنشطة الاتصالية سواء كانت تقليدية او تفاعلية، مما يتايح للوصول الى كافة فئات المجتمع العراقي، وأيضا الى ضرورة استحداث مراكز لإدارة الأزمات في الوزارات العراقية يعمل فيه نخبة أكاديمية ومهنية لغرض التخطيط لإدارة الأزمات، ووضع السيناريوهات المتعددة للتعامل مع الأزمات بمختلف مراحلها.