يتناول هذا البحث فلسفة المنفعة عند محمد عبده (1849م- 1905م)، حيث يقدّم لنا البحث محاولةً للكشف عن تلك الفكرة الجوهرية التي توجِّه كثيرًا من أفكاره وقد أظهر البحث أن المنفعة هي تلك الفكرة المسيطرة؛ وبذلك يُمكن أنّ تُعدُّ فلسفةً ينطلق من خلالها محمد عبده في تدشين فكره التنويري والإصلاحي، وبناءً على ذلك يبيّن هذا البحث، تلك الأسباب التي ساهمت في اعتماد محمد عبده لهذه الفلسفة؛ وذلك من خلال النظر في التراث الإسلامي الذي كان رافدًا ثريًّا له، حيث استقرت فيه المصلحة عند الأصوليين كأحد الأدلة المعتبرة، وكذلك فكرة التحسين والتقبيح العقليين عند المعتزلة، وكلاهما فكرتان تترادفان مع فكرة المنفعة، وكانت الحاجة ملحة في ذلك العصر الذي قويت فيه أفكار الحداثة الغربية وجاءت فلسفة المنفعة كأهم الأفكار المؤثرة والمُقنِعة؛ وأوضح هذا البحث تلك العلاقة بين فلسفة المنفعة والعقلانية عند محمد عبده، وكيف أن جهوده في المجال الاجتماعي جاءت متأثرة بفلسفة المنفعة، وكذلك مقولاته في العقيدة والشريعة، والسياسة والأخلاق. This research deals with the philosophy of utility when Muhammad Abdo (1849 AD- 1905 AD), where the research provides us with an attempt to reveal that fundamental idea that guides many of his ideas and the research has shown that utility is that dominant idea, and thus can be considered a philosophy through which Muhammad Abdo launches in the launch of his enlightenment and reform thought, and accordingly this research shows, those reasons that contributed to the adoption of Muhammad Abdo for this philosophy, by looking at the Islamic heritage that was This research explained the relationship between the philosophy of utility and rationality when Muhammad Abdo, and how his efforts in the social field were influenced by the philosophy of utility, as well as his statements in faith, law, politics and ethics.