ترتبط مصر ارتباطا وثيقا بالقارة الأفريقية جغرافيا وتاريخاً وحضاريا، فموقعها في الشمال الشرقي للقارة الأفريقية جعلها بوابة أفريقيا إلى القارة الآسيوية والأوروبية، كما أن لمصر والقارة الأفريقية تاريخاً طويلاً من العلاقات المصيرية التي تشكلت بفعل نهر النيل الذي يجرى في القارة الأفريقية، حيث تقع منابع نهر النيل الجنوبية في المنطقة الاستوائية بأفريقيا فضلاً عن منابعه في الهضبة الأثيوبية. تتبلور مشكلة الدراسة في أنه على الرغم من كثرة عدد الدول المنضمة لمبادرة حوض النيل، وما تنتجه تلك الدول من العديد من السلع والمنتجات سواء سلع أولية أو وسيطة أو حتى نهائية، إلا ان واقع الامر يظهر ضعف التبادل التجاري لمصر مع دول حوض النيل؛ ويتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في تناول تطور التبادل التجاري الكلى المصري مع دول حوض النيل من حيث الصادرات والواردات المصرية ودراسة الأهمية النسبية للصادرات والواردات المصرية بالنسبة لدول حوض النيل، والتوزيع الجغرافي الراهن للصادرات والواردات المصرية والتركز السلعي للتبادل التجاري بين مصر دول حوض النيل. وتحديد آليات التغلب على معوقات التبادل التجاري بين مصر ودول حوض النيل واعتمدت الدراسة (منهج التحليل الاقتصادي الوصفي والكمي) و(التحليل الإحصائي)، وتوصلت لمجموعة من النتائج، يتمثل أهمها في: تراجع الدور المصري الأفريقي نتيجة تصاعد التوتر بين مصر ودول منابع النيل، تنامي دور القوى المنافسة في المنطقة كالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية، والدور الاستثماري الخليجي، وعدم تفعيل اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني المصري الأفريقي، ونقص الإمكانيات المصرية وغياب الإرادة السياسية. وأنه من المعوقات عدم وجود خطوط ملاحية بحرية وجوية منتظمة بين مصر ومعظم دول أفريقيا، وارتفاع أسعار الشحن إلى أفريقيا، وندرة المعلومات عن السوق الأفريقي.