يتمثل الهدف الأساسي للدراسة في تقييم أثر المرونة المالية على الربحية الحالية والمستقبلية وكذلك تأثيرها على كفاءة الاستثمار الحالية والمستقبلية، بالتطبيق عينة مكونة من (13) شركة مقيدة بسوق الشركات الصغيرة والمتوسطة المصري، خلال الفترة من 2011 إلى 2021، بإجمالي عدد مشاهدات (143) مشاهدة، وقد توصلت الدراسة إلى؛ أولًا: تؤدي المرونة المالية للشركات إلى تقديم دعم مالي جيد لنمو ربحيتها، وبالتالي تتمتع بأداء أفضل مقارنة بالشركات غير المرنة ماليًا، حيث وثقت الدراسة وجود تأثير إيجابي للمرونة المالية الكلية على الربحية الحالية والمستقبلية للشركة، وبشكل أكثر تفصيلًا، تؤثر على ربحية الشركة في العام الحالي والتالي، بينما لم يكن لها أي تأثير على الربحية المستقبلية في العام بعد التالي. ثانيًا: أظهر التحليل الإضافي، أن الشركات التي تمتلك فائض من النقدية المحتفظ بها وبقدرة كبيرة على الإقتراض تتمتع بربحية حالية أفضل، إلا أنه لا يوجد تأثير لمرونة النقدية والديون على الربحية المستقبلية. ثالثًا: يعد تحقيق المرونة المالية أمرًا حاسمًا لتبني الشركات إستراتيجيات استثمارية مستقبلية مثلى من خلال تقليل مستوى الإفراط ونقص الاستثمار، حيث أكدت الدراسة على وجود تأثير إيجابي للمرونة المالية على كفاءة الاستثمار المستقبلية، بينما لم يكن لها أي تأثير على كفاءة الاستثمار الحالية. أخيرًا: أظهر التحليل الإضافي، وجود تأثير إيجابي لمرونة النقدية على كفاءة الاستثمار الحالية وفي العام التالي، غير أنه لا يوجد لها أي تأثير على كفاءة الاستثمار المستقبلية (في العام بعد التالي)، وعلى العكس من ذلك، وجود تأثير إيجابي لمرونة الديون على كفاءة الاستثمار المستقبلية (في العام بعد التالي)، بينما لا يوجد لها أي تأثير على كفاءة الاستثمار الحالية وفي العام التالي، ومعنى ذلك أنه من بين عنصري المرونة، وهما سياسة الإحتفاظ بالنقد والرافعة المالية المتحفظة، تعد مرونة الديون المحرك الرئيسي لسلوك الاستثمار في المستقبل، بينما تعتمد الشركات بدرجة أقل على توافر الأموال الداخلية للاستثمار في المستقبل ومن المرجح أن يتم الاحتفاظ بالنقد كشكل من أشكال التأمين ضد مخاطر الضائقة المالية والإفلاس، كما يعكس التأثير الإيجابي لمرونة الديون على كفاءة الاستثمار في العام بعد التالي، أن الشركات غالبًا ما تتوخى الحذر عن إصدار ديون لتحافظ على سعة ديون إحتياطية في المستقبل لتمويل فرص الاستثمار المربحة.