لقد اكتسبت إدارة ممارسات التنمية المستدامة مزيدًا من الاهتمام والدراسة في مجال إدارة سلسلة التوريد مدفوعة بالتحول العالمي المعاصر نحو الاهتمام بطريقة متكاملة بدراسة القضايا البيئية والمالية والاجتماعية. على الرغم من هذا التوجه العالمي، فإن البحوث الحالية ما زالت تفتقر إلى وجود إطار عمل منهجي يشرح كيف يمكن لممارسات التنمية المستدامة أن تساعد المنظمات على تبني ممارسات سلاسل التوريد المستدامة مثل، التناغم والتعاون والتنسيق والتكامل، وثقافة المنظمة، والتصنيع الخالي من الهدر، والخدمات اللوجستية العكسية، وأيضاً سلاسل التوريد الخضراء وذلك بشكل كامل عبر سلسلة التوريد.
       بناءً على ما تقدم، تهدف هذه الدراسة إلى التوصل إلى إطار عمل منهجي يشرح كيف يمكن لممارسات التنمية المستدامة أن تدعم المنظمات في تبني تلك الممارسات من ناحية، كما يمكن أن يسهم هذا الإطار في تصنيف ممارسات التنمية المستدامة التي تساعد المنظمات في إدارة علاقات سلسلة التوريد مع أصحاب المصلحة الرئيسيين من ناحية أخري. يضاف إلى ما تقدم، أن الإطار المقترح يهدف إلى ربط ممارسات سلاسل التوريد المستدامة وتكنولوجيا المعلومات التي تدعمها، فالدراسة الحالية تسلط الضوء على العلاقة بين ممارسات سلسلة التوريد وتكنولوجيا المعلومات من ناحية، كما أن الدراسة تركز على استكشاف الفوائد والمنافع المكتسبة من تكامل تلك الممارسات مع كفاءات تكنولوجيا المعلومات من ناحية أخرى.
       اعتمدت الدراسة على مراجعة وتصنيف المنشورات البحثية المتعلقة بممارسات التنمية المستدامة باستخدام أسلوب المراجعة المنهجية للأدبيات القائمة على تحليل المحتوي. أخيرًا، فقد استطاعت الدراسة التوصل للإطار السابق الإشارة إليه والذي تضمن ثلاثة أبعاد رئيسية تشمل ثقافة المنظمة (التنظيم، التكامل)، والتناغم (التعاون والتنسيق مع العملاء والموردين، الخدمات اللوجستية العكسية)، ونماذج الإنتاج (التصنيع الخالي من الهدر، إدارة سلسلة التوريد الخضراء)، وجميع تلك الأبعاد تعمل في ظل دعم ومساندة تكنولوجيا المعلومات. أخيراً، فقد اقترحت الدراسة اتجاهات بحثية مستقبلية واعدة للباحثين والممارسين المهتمين بنماذج سلسلة التوريد المستدامة وبناء علاقات سلسلة التوريد، مع تقديم مجموعة من التوصيات التطبيقية بناءً على المراجعة المنهجية للأدبيات وتحليل محتواها.