إن أهم ما يميز عصرنا الحديث في الألفية الثالثة ذلك التنافس المستمر بين الأفراد والدول بهدف التطور والتقدم في شتى مجالات الحياة بصفة عامة ومجال التعليم بصفة خاصة حيث تحدث الأفكار وتتولد المعارف الجديدة باستمرار مما أدى إلى ظهور العديد من النظريات والاتجاهات التربوية التي سعت إلى تحقيق الاستفادة من هذا الكم الهائل من العلوم والمعارف والحفاظ على هذا التراث الإنساني لتطويره ووضعه موضع التطبيق، ولتحقيق ذلك اعتمدت على الاستفادة من كل ما أنتجه العلم من نظريات وتطبيقات واستراتيجيات مختلفة ويعد نموذج التعلم التوليدي من النماذج الحديثة التي تهدف إلى مساعدة كلاً من المعلم والمتعلم، حيث يساعد المعلم على تشخيص التصورات البديلة والعمل على تعديلها، ويساعد المتعلم في الربط بين المعلومات الجديدة بما لديه من خبرات سابقة وتشجيعه على التفكير الإبداعي على أساس من التجارب والخبرات المختلفة ومقرر تذوق الموسيقى العربية والتحليل مقرران ذوا أهمية كبرى ويكملان بعضهما البعض فالتذوق يهيئ الطالب لفهم وإدراك النغم المسموع بوعي تام وتصنيفه من حيث نوع القالب (آلي- غنائي) ومعرفة أجزائه بدقة وتنمية قدراته على الإحساس بالمقامية الخاصة بالنغم المسموع ثم يأتي التحليل لينمي لديه الإحساس بالألحان الموسيقية من خلال تفسير المسار اللحن للقالب الآلي أو الغنائي إلى أبسط عناصره ومكوناته، فنجد أن التحليل يرتبط بالتذوق الموسيقي ارتباطًا وثيقًا من ناحية وبالخبرات الموسيقية السابقة والتي تمت دراستها في باقي مقررات الموسيقى العربية من ناحية أخرى الأمر الذي دعا الباحثة إلى توظيف التذوق كمدخل لدراسة التحليل الموسيقي وذلك باستخدام استراتيجية التعلم التوليدي ومعرفة أثر ذلك على مستوى التحصيل للطلاب في مقرر تحليل الموسيقى العربية.