يعدُّ كارول شيمانوفسكي أحد أهم المؤلفين الموسيقيين البولنديين في النصف الأول من القرن العشرين، كما يعدُّه النقاد من أكثر الشخصيات أهمية في تاريخ الموسيقى البولندية بعد شوبان.

وفق شيمانوفسكي في أن ينسج لنفسه أسلوبا خاصا أدمج فيه عناصر من الفولكلور البولندي مع عناصر هارمونية من الانطباعية الفرنسية (والتي طغت على رومانسيته المبكرة) متأثراً بهارمونية ديبوسي (Debussy) (1862-1918م)، كما استطاع أن يتسامى بصنعته وخياله بعناصر فولكلورية مبسطة إلى آفاق فنية قيمة. ومما أضاف لثراء أسلوبه شغفه بالشرق وأساطـيـره.

ألف شيمانوفيسكي كثير من الأعمال الموسيقية لآلة الفيولينة تكاد تبلـغ ثـلـث مؤلفاته وهي ذات قيمة فنية خاصة إذ أدخل لتكنيك عزفهـا عـنـاصـر مـبـتـكـرة تعتبر إضافات مهمة بعد باجـانـيـنـي وهـي واسـعـة الانـتـشـار.

على الرغم من أن المقررات الدراسية لآلة الفيولينة لمرحلة الدراسات العليا بكلية التربية الموسيقية - جامعة حلوان تحتوي على عدة مدارس والعديد من رواد الآلة إلا أن هناك بعض الرواد لم تمتد إليهم يد الباحثين بالبحث أو الدراسة ومن هؤلاء الرواد كارول شيمانوفيسكي حيث تتميز مؤلفاته بالعديد من القيم الجمالية والعناصر التعبيرية والتكنيكية والتي تتطلب من الدارس نضج فني لتحقيق المهارات التكنيكية والتعبيرية المطلوبة. لذا اختار الباحث أحد أهم أعماله وهي مقطوعة "ينبوع اريثوزا" والتي تعتبر من أكثر أعماله الشعبية والمشهورة والتي تؤدي بشكل متكرر حتى اليوم.

وينقسم البحث إلى جزئين:

الجزء الأول: الإطار النظري ويشتمل على حياة شيمانوفيسكي وأسلوبه وأهم أعماله.

الجزء الثاني: الإطار التطبيقي ويشتمل على تحليل أسلوب أداء آلة الفيولينة في مقطوعة "ينبوع اريثوزا" لـ شيمانوفيسكي بالإضافة إلى وضع الإرشادات لتذليل صعوبات أسلوب الأداء، ويختتم البحث بالنتائج والتوصيات وقائمة المراجع وملخص البحث.