بدأ الأعيان كعنصر مؤثر في سلطنة دهلي، وساعدهم على ذلك أن معظمهم كانوا في بداية حياتهم المهنية عبيدًا أو مماليك للسلطان أو لغيره من كبار المسئولين، مما يعني ارتباطهم الوثيق بالسلطة. وشملت هذه الطبقة الاقطاعيين وكبار التجار والعلماء والقضاء والندماء وكبار موظفي الدولة، وبفضل ولائهم تجاه أسيادهم، والأدوار التي اضطلعوا بها؛ تضاعفت مصادر دخلهم وحصلوا على رواتب وألقاب مختلفة تكريمًا لهم؛ مثل خان، ومالك، وأمير، كما نجحوا في جمع ثروات طائلة سواء عن طريق تخصيص مساحات كبيرة لهم عن طريق الإقطاع، أو الحصول على رواتب مرتفعة من الدولة( ). وبذلك سيطرت طبقة الأعيان على الثروة والنفوذ عصر سلطنة وحامة الشبهات حول مصادر دخلهم خاصة مع تراكم الثروة وزيادة نفقاتهم.
وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على مصادر دخل الاعيان التي تنوعت ما بين الرواتب والاقطاعات والهدايا وامتدت إلى الاختلاس والرشوة، وما نتج عن ذلك من تصرفات قام بها الاعيان للحفاظ على مصادر هذا الدخل، وحياة البذخ والاسراف التي عاشوا فيها، كما تهدف الدراسة إلي رصد الطرق الاحتيالية التي اتبعها الأعيان في جمع ثرواتهم، حيث جمع بعضهم الثروة عن طريق الاختلاس والرشوة بشكل صريح ودون مواربة، أو عن طريق عمليات ابتزاز بشكل غير مباشر، فجمعوا الأموال بطرق غير شرعية. كونها ترصد سبل مكافحة الفساد، والإجراءات والقوانين التي أصدرها سلاطين دهلي للحد من خطر الأعيان
وتنبع أهمية الدراسة كونها تتناول إحدى الطبقات المهمة والمؤثرة في تاريخ الهند في العصر الإسلامي، والتي كان لها دور بارز في مجري التغيرات والاحداث السياسية في تلك الفترة،، ولم يتم تسليط الضوء على هذه الطبقة في الدراسات العربية.