لعبت الفرق الخاصة دوراً هاماً فى جيش المرابطين والموحدين وإن لم يظهر هذا الدور فى بداية الدولة ، لكن ظهر ذلك جلياً فى القضاء على تمرد بعض القبائل المغربية ، ثم فى محاربة النصارى فى بلاد الأندلس ،لما كانت تمتاز به هذه الفرق من الخبرة العسكرية العالية ،ويرجع ذلك غلى إهتمام قادة المرابطين بتدريبهم وتسليحهم، وتخصيص المرتبات لهم .
وهناك العديد من الدراسات التي تناولت سقوط دولتي المرابطين والموحدين، ولو ألقينا النظر عليها لوجدناها لم تذكر دور هذه الفرق فى إسقاط هاتين الدولتين، على الرغم من ذكر وجود هذه الفرق داخل جيش الدولتين، ودورها البارز فى كلا الدولتين، لذلك كان لابد من إلقاء نظره على الدور الخطير المهمل لهذه الفرق الذى أدى الى نهاية هاتين الدولتين؛ لذا تتناول هذه الدراسة الفرق الخاصة فى عصري المرابطين والموحدين ودورها فى اسقاط الدولتين؛ تلك الفرق التى ظَهرت وتم الإعتماد عليها فى دولة المرابطين، وكانت من عوامل سقوطها بعد تعاونها مع الموحدين، اصبحت أيضاً جزء من جيش الموحدين، وعلى الرغم من أن الهدف من إنشاء هذه الفرق هو الحماية والدفاع عن البلاد إلا أنها استَغّلت أوضاع البلاد خاصة فى فترات الضعف وكانت لها الدور البارز فى إسقاط الدولتين.