التسول من الموضوعات التي ربما يكتنفها الغموض في المجتمع الروماني؛ ذلك نتيجة طبيعية؛ لتردي الأحوال الاقتصادية، وتدهور الأوضاع الاجتماعية في المجتمعات التي يسودها، ويزداد ذلك الغموض إذا تعلقت ظاهرة التسول بالأطفال؛ لأنه لم يتح لها المجال في الشرح والتفصيل بالشكل الكافي في المصادر الكلاسيكية من مؤرخين وشعراء وخطباء وغيرهم، ومعظم المعلومات التي لدينا هي إشارات مختصرة وقليلة مقارنة بالحديث عن الفقر أو التسول بشكله الكلي في الإمبراطورية الرومانية.
هذا وقد تناولنا تعريف الْمُتَسَوِّلِ في المجتمع الروماني، كما وضحنا أنّ لتسول الأطفال في المجتمع الروماني في العصر الإمبراطوري مجموعةً من العوامل التي ساعدت على ذلك النشاط منها:- الأوضاع الاقتصادية، ومنها تشويه الأطفال المتعمد، وكذلك الأطفال المعاقون جسديًا، كما تحدثنا بشكل تفصيلي عن نظرة الكتاب للتسول بشكل عام، وتسول الأطفال بشكل خاص، والذي تضمن شفقة البعض منهم، واشمئزاز البعض الآخر، وأخيرًا دور الدولة في محاولات تحسين الأحوال المعيشية للآباء والأبناء من خلال ما قدمته من منح مالية وعينية، ثم المرسوم الذي صدر لمحاولة التصدي للمتسولين داخل روما.