كانت منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا من اهم المجالات الجغرافية المفتوحة للصدام والمناورات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة بهدف السيطرة والهيمنة على النظام الدولي، فقد شهدت هذه المنطقة تنافساً شديداً على أماكن النفوذ بها فمثلاً اذا توجهت الولايات المتحدة في علاقاتها الى أثيوبيا جنوب البحر الأحمر بمنطقة القرن الأفريقي سارع الاتحاد السوفيتي لتثبيت اقدامه شمالاً عند السواحل المصرية، واذا انتقل السوفيات الى الصومال سارعت امريكا لتقوية تواجدها لدي الطرف الآخر، وهكذا استمرت لعبة الاستقطاب دائرة بينهم فترة الحرب الباردة.
ويعتبر السودان واثيوبيا من ومن اهم دول القرن الافريقي لذلك ركزت الولايات المتحدة في نشاطها الدبلوماسي بالمنطقة على السودان نظراً لأهميتها الكبرى لما تتمتع به من موقع استراتيجي ،ودوره في اطار حدوده المشتركة مع أثيوبيا وتشاد ومنطقة القرن الأفريقي ، بالإضافة الى مواقفها المناهضة للاتحاد السوفيتي بعد تغير اتجهات القيادة السياسية السودانية في ذلك الوقت بعيدأ عن موسكو ، وفي نفس الوقت كانت واشنطن تداعب اثيوبيا في كثير من الاوقات كمحاولات لجذبها من المعسكر السوفيتي، لذلك يتحث المقال عن دور الولايات المتحدة الامريكة في العلاقات السودانية الاثيوبية على اعتبار انها محرك هام في احداث البلدين في تلك الحقبة التاريخية