يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على جهود مكافحة الحفاء في المجتمع المصري، خاصة بين الفلاحين وتلاميذ المدارس الإلزامية في القاهرة والأقاليم، ويرجع سبب اختياري لموضوع البحث، أن الحفاء سببٌ رئيسٌ لكثير من الأمراض، كما أن الموضوع لم يفرد له بحث خاص به يتتبع بالدراسة أسباب الحفاء، وطرق القضاء عليه. لذا كان حجر الزاوية في هذا البحث تتبع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ سنة 1941م وحتى سنة 1955م، من خلال تهيئة الوسائل لإمداد الشعب بالأحذية، وتوفير المال اللازم للمشروع، وجعل الانتعال إجباريًا بين أفراد الشعب بحكم القانون، وإنشاء مصنع خاص بمكافحة الحفاء، وإيجاد مؤسسة لمكافحة الحفاء تشرف على المشروع إداريًا وماليًا. وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة، وتمهيد، وخمسة مباحث، يليهم خاتمة اشتملت على أبرز ما توصل إليه البحث من نتائج، ومجموعة من الملاحق، ثم ثبت بالمصادر والمراجع. وقد اشتمل التمهيد على نبذة عن الحفاء وآثاره وأسباب انتشاره في مصر قبل سنة 1941م، ثم جاء المبحث الأول لتوضيح دور اللجنة المركزية لمكافحة الحفاء في الدعوة للمشروع، وَطَرْح المناقصات العامة لصناعة وتوريد الأحذية، وأعقبه المبحث الثاني لبيان تمويل مشروع مكافحة الحفاء من خلال تبرعات الأشخاص والهيئات ومساهمة مؤسسات الدولة وموظفيها، أما المبحث الثالث فقد تناول توزيع أحذية المشروع على الفقراء من تلاميذ المدرس الإلزامية وعامة الشعب، بينما انفرد المبحث الرابع بالحديث عن تأسيس مصنع فاروق لمكافحة الحفاء بالقاهرة سنة 1950م وإسهاماته في القضاء على الحفاء، ثم عمد المبحث الخامس إلى إلقاء الضوء على نشأة مؤسسة فاروق لمكافحة الحفاء ودورها. واعتمدت الدراسة على منهج البحث التاريخي بشقيه الوصفي والتحليلي