يتناول هذا البحث السياسة العسكرية الأمريكية في هايتي خلال الفترة الممتدة بين عامي (1915- 1934م)، وهي فترة احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لها، وذلك بالاعتماد على الوثائق الأمريكية والهايتية غير المنشورة والمنشورة، بهدف دراسة وتحليل أساليب قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) لإدارة شئونها العسكرية والأمنية بعدما احتلوها عسكريًا، باعتبارها ذات أهمية إستراتيجية في منطقة البحر الكاريبي، وفككوا جيشها القديم وسرحوا ضباطه وجنوده، ليؤسسوا كيانًا بديلًا، أطلقوا عليه في البداية الدرك ثم الحرس الهايتي، ليكون أداتهم في إدارة البلاد عسكريًا، في ظل قيادة ضباط المارينز له دون أي تدخل من جانب الحكومة الهايتية، حتى تم تنفيذ برنامج إضفاء الطابع الهايتي عليه وتحويل قيادته إلى الضباط الهايتيين، ليقوم بمهام الجيش والشرطة، وليكون نواة لجيشها الجديد، بعد سحب الولايات المتحدة لقوات المارينز منها في أغسطس 1934م. ويبدأ البحث بمقدمة تتناول أهم التطورات السياسية والصراعات العسكرية التي حدثت في هايتي ومهدت للاحتلال الأمريكي، ثم يتعرض لكيفية سيطرة قوات المارينز على هايتي وسياسة الولايات المتحدة لجعل وجودها العسكري في هايتي شرعيًا، كما يعالج البحث دور الولايات المتحدة في تأسيس الدرك لإحكام قبضتها العسكرية على هايتي، وكيف تسببت الطريقة التي أدار بها ضباط المارينز هذا الدرك في زيادة العداء تجاه الاحتلال الأمريكي، وصولًا إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي عبر مراحل متصاعدة انتهت بسحب الولايات المتحدة لقواتها من هايتي.