يُمثل الأداء المؤسسي للمنظومة المتكاملة لإنتاج أعمالها في ضوء تفاعلها مع عناصر بيئتها الداخلية والخارجية، حيث إن الأداء المؤسسي محصلة لكل من الأداء الفردي وأداء الوحدات التنظيمية بالإضافة إلى تأثيرات البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية عليهما، أي أن الأداء المؤسسي يهتم بالبيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة ولا يمكن أن يتم تحسينه إلا من خلال الاهتمام بتحسين جميع الجوانب .

إن مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سوف يكون له دورا مركزيا في المجتمع وخاصة بعد انتشار الأوبئة في العالم، لذا أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى معالجة العوائق التي تحول دون تغلغل هذا المجال في النواحي المختلفة داخل المجتمع. لذا هدفت الدراسة إلى فهم وتحليل الفجوة الرقمية في مصر من خلال الاعتماد على مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات وذلك من خلال ثلاثة أبعاد رئيسة تمثلت في: النفاذ لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد أظهرت النتائج أن النساء لديهم فجوة رقمية أعلى وذلك مقارنة بنظراتهم من الرجال، كما كان هناك فجوة بين المناطق الريفية والحضرية داخل الدولة سواء من حيث النفاذ، أو الاستخدام هذا بالإضافة إلى وجود فجوة رقمية بين مصر ودول العالم في مؤشرات الاستخدام والمهارات وليس النفاذ، مما يعني أن مصر استطاعت أن تبني بنية تحتية قوية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساعدتها في تحقيق معدلات نفاذ تكاد تصل للمعدلات العالمية، بل وتفوقت عليها في بعض مؤشرات النفاذ، وهذا يعني أن الفجوة الرقمية في مصر ليست بسبب عدم التوافر المادي للأجهزة والتكنولوجيا والإنترنت، لكن لهذه الفجوة أبعاد أخرى منها أبعاد اقتصادية واجتماعية، وتعليمية، وثقافية.