يُلقي هذا البحث الضوء على العلاقة بين الفرس وجزيرة قبرص من القرن السادس قبل الميلاد حتى 333 ق.م؛ حيث قدم ملوك قبرص خدماتهم وولاءهم طواعية لملك الفرس "كوروش الثاني"، كما جعل الفرس من فينيقيا وفلسطين وسوريا وقبرص "الولاية" الخامسة من ولايات الإمبراطورية الفارسية، وعلى الرغم من الاحتلال الفارسي لجزيرة قبرص فقد انصهرت قبرص أكثر من ذي قبل في العالم الإغريقي. قام القبارصة بالثورة على الفرس بقيادة إيفاجوراس الأول القبرصي، كما سعت أسبرطة إلى صداقة الفرس بما يحقق مصالحها على حساب أي مبادئ سبق أن تشدقت بها، وعقدت اتفاق "سلام أنتالكيداس Antalcidas/سلام الملك" عام 386 ق.م مع الفرس، وبمقتضاه أصبحت كل مدن آسيا الصغرى وقبرص خاضعة من جديد للفرس في مقابل فرْض صلح على جميع المدن الإغريقية يمنح لأسبرطة مركزًا متميزًا في بلاد الإغريق. كما حاول الإغريق أكثر من مرة إرسال قوات لتحرير قبرص من الاحتلال الفارسي ولكن محاولاتهم كلها باءت بالفشل، كما قامت مصر بمساعدة القبارصة وقدمت عونًا كبيرًا لهم، ولكن الفرس استطاعوا أن يقضوا على هذه الثورة، واستمرت قبرص تحت السيادة الفارسية إلى أن جاء الإسكندر المقدوني إلى الشرق، وخضعت قبرص للإسكندر المقدوني بعد معركة إسوس عام 333 ق.م.