يهدف البحث إلى دراسة وتحليل موضوع الملك الألماني كونراد الرابع بين الصراع البابوي و الواجب الصليبي الذي عاش في الفترة من عام 1228حتى عام 1254م، متتبعًا موقف الملك الشاب من صراعه مع البابا إنوسنت الرابع – ذلك الصراع الذي ورثه عن والده الإمبراطور فريدريك الثاني ، وكيف أصبح حائرا طوال عمره القصير الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين عاما، ما بين إستكمال الصراع السياسي والعسكري ضد البابوية ، وبين أداه واجبه تجاه صليبي الشام ، خاصة وقد كان القدر قد أختاره ملكا عليهم منذ ولادته حتى وفاته في ريعان الشباب، مع رصد خاص لتأثير إنغماسه في الصراع على موقفه من القضية الصليبية.
وقد توصل البحث إلى عدة نتائج، منها؛أن صليبي الشام كانوا ولعده سنوات لديهم الأمل في أن يأتي كونراد لتولي أمرهم وهو مالم يحدث طيله عمره القصير حتى بعد أن أصبح حاكما خلفا لوالده فريدريك الثاني، الصراع المرير الذي دار بين إنوسنت الرابع و كونراد الرابع ، نتج عنه الكثير من السلبيات التي ألقت بظلالها على الكيان الصليبي المتواجد في بلاد الشام ، فقد كان لهذا الصراع أثره بعد أن بات عائقا في وصول العديد من الإمدادات والمساعدات للصليبيين، وان البابا إنوسنت الرابع كان سببا في كره صليبي الشام لكونراد بعد إظهاره بمظهر الشخص المتخاذل عن نجدتهم، بل أن البابا أعتبر حربه -ضد كونراد جزء من الحرب المقدسة ضد المسلمين .