أبو الريحان البيروني هو أحد النماذج الرائعة المعبّرة عن أصالة العالم المسلم وعبقريته، وما حققه البيروني من إنجازات متنوعة وأصيلة في مجال الدراسات الطبيعية والفلكية والجغرافية جعلت أعماله موسوعية وعلمية وشاملة تستحق الدراسة.
وقد تنوعت اهتمامات البيروني العلمية بتنوع ثقافته، فهو فيلسوف، وفلكي، وجغرافي، وجيولوجي، ورياضياتي، وصيدلاني، ومؤرخ، ومترجم.
وقدم في علم الأرض وعلم الهيئة (الفلك)قدم البيروني إسهامات رائعة في نقد التنجيم وفي تأسيس علم الفلك الصحيح وقياساته وأرصاده التجريبية الدقيقة وتوصل إلى إثبات كروية الأرض ودورانها حول محورها، وقانون الجذب العام.
وفي هذه الدراسة سنركز على إسهاماته في معرفته لقانون الجاذبية العام، وأسبقيته لعلماء الغرب في هذا المجال بمئات السنين معتمدًا المنهج التجريبي القائم على الفرض العلمي بشكل أساسي وكان على دراية وفهم للقوانين الطبيعية.
وهذه الدراسة تنقسم إلى مقدمة، ومدخل لبيان مفهوم الألفاظ وحركة الأجسام عند البيروني، وثلاثة محاور: الأول عن البيروني وعصره، والمحور الثاني: يتناول منهج البيروني ونظامه المعرفي، والمحور الثالث: دور البيروني في اكتشاف قانون الجاذبية العام، وخاتمة تتضمن نتائج البحث والتوصيات.
وقد انطلقت الدراسة من نص صريح للبيروني في كتاب القانون المسعودي عن كشفه المبكر عن فكرة الجاذبية الأرضية، قال: " إن الأرض تجذب كل ما عليها نحو مركزها".
واعتمدت في هذه الدراسة المنهج العقلي القائم على الاستنباط من نصوص البيروني في حركة الأجسام وانجذاب بعضها لبعض وتقديم هذه النصوص كأفكار مبكرة في قانون الجاذبية ومقارنتها مع قوانين الحركة عند إسحاق نيوتن.