يعد الخطّ العربيّ من أهم العلوم التي عُني بها العرب والمسلمون على مدى تاريخهم الإسلامي, وهو من أرقى العلوم والفنون الإسلامية وأجلها, وأجملها في صوره وأشكاله, ويهمّنا منه في هذا البحث ما نُقش على الأحجار, وخصوصًا شواهد القبور التي نفذّها خطّاطون ونقّاشون مكيّون سواء في مكة المكرمة والأقاليم التابعة لها أم في خارجها, ومنها مصر, وجزيرة دَهْلَك التابعة لجمهورية اريتريا المعروفة باطلالتها على البحر الأحمر من الشرق الأفريقي.
ويتناول البحث أهميّة النصوص المنقوشة على شواهد القبور بوصفها من أهم العلوم المساندة لكتابة التاريخ, كونها مصادر ثابتة, ووثائق حافلة بشتى المعلومات التاريخية والحضارية التي تفتقد إليها المصادر التاريخية التقليدية خصوصًا في التاريخ المحليّ للمدن والقرى التي تُكتشف تلك الشواهد في مقابرها. ويتناول البحث أسماء بعض الخطاطين المكية, ونماذج من أعمالهم التي وجدت أسماؤهم عليها, وعددهم يزيد على 20 خطّاطا ونقّاشًا عاشوا في سنين مختلفة بين القرنين الثالث والسابع الهجريين/ التاسع والثالث عشر للميلاد.
وجرى تزويد البحث بنماذج من شواهد القبور التي ظهرت أسماء أولئك الخطّاطين أو النقّاشين عليها, وبعضها يُعد من أجمل, وأندر ما اكتشف من شواهد القبور المنقوشة على مستوى العالم الإسلامي.
الكلمات المفتاحية: علم الخط العربي, شواهد القبور المنقوشة, مقبرة المعلاة التاريخية بمكة المكرمة, مخلاف عَشَم, الجُحْفة, رَابِغ, الخَلِيْف, مصر, جزيرة دَهْلَك.