رافق الاحتلال الإيطالى لليبيا حركة هجرة من عدد كبير من الليبيين إلى العديد من أقطار العالم العربى ، ولم تكن هذه الهجرات – المؤقتة – عزوفاً عن القضية اليبية بل كانت نمط من أنماط النضال والضغط السياسى والإعلامى والدبلوماسى فى المهجر ؛ من هذه الأرضية يمكن أن نؤسس لفكرة الدراسة التى تتمحور حول إستطلاع دور المهاجرين الليبيين فى بلدان المهجر ، وقد يكون الباحث غير دقيق لو أراد ولوج هذه القضية الواسعة برمتها ، ولكننا سنخصص فى هذه الدراسة الجهد والبحث حول شخصية محورية من الشخصيات الليبية فى المهجر وهى شخصية " الشيخ الطاهر الزاوى " أما عن مصر فكانت أرض المهجر الذى تبلور فيه نضال الشيخ الزاوى هو ومجموعة كبيرة من رفاقه ، ويمكن القول بإطمئنان شديد أن هذه المرحلة كانت بوتقة تبلورت فيها أعمال سياسية وعسكرية ضخمة انصبت لصالح القضية الليبية ، فضلاً عن الأهمية المعرفية والتجربة الفكرية الكبيرة للمهاجرين الليبيين سواء على مستوى التلقى أو الإنتاج الثقافى .