يتناول هذا البحث موقف كندا من أزمة الصواريخ الكوبية خلال الفترة الممتدة بين يومي الثاني والعشرين من أكتوبر والعشرين من نوفمبر عام 1962م، وهي الفترة التي بدأت بوصول الصدام بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة إلى ذروته، وانتهت بنجاح المحادثات بينهما وحل الأزمة، ويهدف البحث إلى دراسة الموقف الكندي خلال تلك الفترة على المستويين السياسي والعسكري، وتحليله في ضوء الوثائق الكندية. وخلص البحث إلى أن موقف كندا مر بمرحلتين أساسيتين؛ امتدت الأولى لمدة أربعة أيام درست خلالها الحكومة الكندية الموقف السياسي والقانوني جيدًا بهدف أن تكون قراراتها متوافقة مع كل من سياستها العامة والقوانين الدولية، أما المرحلة الثانية فاستمرت طوال الستة والعشرين يومًا الأخرى للأزمة، وأصبح موقف كندا خلالها داعمًا للولايات المتحدة سياسيًا وعسكريًا بشكل أكثر وضوحًا وعلانية، كما تبين من البحث أيضًا أن الموقف الكندي طوال فترة الأزمة كان متوازنًا ومتوافقًا مع السياسة الكندية تجاه كوبا، وأن الحكومة الكندية أرادت من خلاله تأكيد استقلالية القرار السياسي الكندي من ناحية، وعدم خضوع كندا للهيمنة الأمريكية من ناحية أخرى.