ملخص البحث: يتناول البحث صور من العلاقات الحضارية بين مكة المكرمة والطائف في العهد العثماني (923 -1334هـ)، فترة دخول الحجاز تحت الحكم العثماني وظهور الاتراك على مسرح الاحداث التاريخية في المنطقة حيث شكلوا معا جوانب هامة من الأنشطة المختلفة التي اسفرت عن تطور ونمو العلاقة بين المدينتين، وتستهدف الدراسة تسليط الضوء على سبل التواصل والتأثير المتبادل بين الطائف ومكة في تلك الفترة من خلال الروابط الاجتماعية والعلاقات الاقتصادية والصلات العلمية، وأخيراً النتائج التي توصلت لها الدراسة.
اعتمدت في هذا البحث على المنهج التاريخي والوصفي التحليلي كأسلوب في الوصول الى العديد من النتائج التي جاءت في هذه الدراسة، مع الاعتماد على المصادر الأولية لهذه الاحداث من وثائق ومصادر أصلية، ومراجع ورسائل جامعية، ودوريات علمية، أثرت البحث وأضفت اليه الكثير، والله ولى التوفيق.
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد:
تمتد جذور العلاقات بين مكة المكرمة والطائف إلى قديم الزمن، وهي علاقة وثيقة، ليست وليدة اليوم ولا حتى وليدة الإسلام، إنما تمتد إلى ما قبل ظهور البعثة النبوية بمئات السنين، ذلك لقربهما الجغرافي والتاريخي، الذي انسحب على تنوع روافد تلك العلاقات بين المدينتين، فشملت مختلف النواحي بما فيها النواحي الحضارية "الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية"*