شَهِدَ النصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين، تصاعد حركات التحرر الأفريقية ومناداتها بالاستقلال والحكم الذاتي؛ ممّا تمخَّض عنها تصفية الاستعمار الغربي الإمبريالي، وظهور دول إفريقية مستقلة ناشئة، عانت من التدهور والتخلّف الاقتصادي لوقوعها تحت نَيْر الاستعمار الأوروبي لعقود طويلة، فاستغلَّ السوفييت – باعتبارهم أحد أقطاب النظام الدولي آنذاك– تلك الأوضاع البائسة، وقدَّموا العوْن للدول الإفريقية المستقلة حديثًا؛ لضمان موْطئ قدمٍ لهم هناك، وذلك في إطار ما أعلنه نيكيتا خروشوف Nikita Khrushchev - السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي – في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956 بتقديم المساعدات التقنية والاقتصادية للدول المستقلة حديثًا؛ لأجل منْح موسكو فرصةً جديدةً لكسْب حلفاء جدد في القارة الإفريقية، وتحقيق حلم خروشوف المتمثِّل في "عولمة" الاشتراكية من خلال تصديرها إلى مناطقَ جديدة.
تضمّنت الدراسة أربعة محاور على النحو التالي:
أولاً- الموقف السوفيتى من استقلال مالي.
ثانيًا- اتفاقات القروض والمعونة الاقتصادية والفنية.
ثالثًا- مجالات المعونة الاقتصادية والفنية السوفيتية لمالى وأثرها.
رابعًا- تقييم المعونة السوفيتية في ضوْء تصريحات صنَّاع القرار في مالي