بعد استقلال أنجولا في عام 1975، انزلقت البلاد في حرب أهلية استمرت عقودًا بين ثلاث حركات قاتلت في السابق من أجل الاستقلال عن البرتغال. شهدت الفترة الأولى للحرب الأهلية من 1975 حتى 1988 تدخل عدد كبير من الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك كوبا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. في نوفمبر 1975، وعشية استقلال أنجولا، بدأت كوبا بتدخل عسكري واسع النطاق – تحت مسمي العملية كارلوتا- دعماً للحركة الشعبية لتحرير أنجولا ذات الميول اليسارية ضد التدخلات العسكرية لجنوب إفريقيا وزائير المدعومتان من الولايات المتحدة دعمًا لأثنين من حركات التحرير الأخرى المتنافسة على السلطة في أنجولا، وهما: الجبهة الوطنية لتحرير أنجولا (FNLA) والاتحاد الوطني لاستقلال كامل أنجولا يونيتا(UNTIA). تمركز عشرات الآلاف من الجنود الكوبيين في أنجولا على مدار سنوات الصراع وحتى انسحاب أخر جندي كوبي عام 1991.
أخذت عملية التدخل العسكري الكوبي في أنجولا الاسم الرمزي "كارلوتا"، وهي كانت ولاتزال إلى اليوم أكبر حملة عسكرية من أمريكا اللاتينية في قارة إفريقيا. من خلال مراجعة خلفية الوجود الكوبي في أنجولا يمكن تناول جوانب من الصراع الداخلي والإقليمي والدولي المتشرب برؤى فكرية وأيديولوجيات ومصالح لأطراف مختلفة تشابكت جميعها في ساحة الصراع في أنجولا. تم اختيار الضابط الزمني للدراسة المحدد من عام 1975 إلى عام 1991، لأن هذه الفترة هي التي شهدت بداية عملية كارلوتا رسميًا في 4 نوفمبر 1975، وانتهاء العملية في عام 1991، برحيل آخر جندي كوبي من أنجولا.