تناولت هذه الدراسة كلًا من الجهود العسكرية والدينية للقائد جريجوري باكوريانوس، والذي يُعد من أبرز القادة العسكريين الأجانب الذين حصلوا على امتيازات من أباطرة الدولة البيزنطية، وبخاصة الإمبراطور ميخائيل السابع (1071 – 1078م)، والإمبراطور ألكسيوس كومنين (1081 – 1118م) لما قدمه من خدمات عسكرية جليلة للدولة البيزنطية، وقد مُنح من الإمبراطور ميخائيل بعض الممتلكات والقرى في موسينوبوليس، أما مِنح الإمبراطور نقفوروس فتمثلت في بعض الممتلكات والعقارات والقرى الواقعة بالقرب من مدينة فيليبوبوليس، كما مُنح من الإمبراطور ألكسيوس كومنين بعض من الممتلكات في بلاد البلقان، إلى جانب أهم ما كان يطمح إليه باكوريانوس وهو منصب دومستيك جيش الغرب. وقد خاض القائد جريجوري باكوريانوس عدة معارك منها ما لم يحالفه فيها التوفيق بل كان الاخفاق نصيبه حين حاول الذود عن مدينة آني، ولكن مغامرته غير محسوبة العاقبة أدت إلى سقوط المدينة في يد السلطان السلجوقي ألب آرسلان (1067 – 1072م) نتيجة هجومه على مؤخرة الجيش الإسلامي.
كما قام باكوريانوس بدعم آل كومنين في تمردهم ضد الإمبراطور نقفوروس الثالث بوتنياتس إلى أن تمكن ألكسيوس كومنين من الوصول إلى العرش الإمبراطوري بعد وعد منه بمنح منصب الدوميستك الذي كان يشغله لباكوريانوس، ومن تلك الآونة نجده قد شارك الإمبراطور ألكسيوس حروبه ضد النورمانديين، وكذلك الحروب ضد البشناق، التي أبدى فيها باكوريانوس استبسالًا مستميتًا ومقاومة عظيمة لم ينل منها سوى الخطأ الكارثي بضرورة الهجوم غير المتروي من قبل القائد براناس سوء تخطيط دفع القائدان ثمنه حياتهما لتكتب نهاية باكوريانوس عام 1086م.