تناولت هذه الدراسة العلاج المقدس في مصر إبان الفترة البيزنطية (284 – 642م)، والتي برزت خلالها المعجزات الشفائية للقديسين المصريين من خلال الكتابات الهجيوجرافية، وقد وضحت الكتابات تلك المكانة التي حازها أولئك القديسون بسبب المعجزات الاستشفائية التي تحققت للمرضي القاصدين مواضعهم أو أضرحتهم.
وبنيت الدراسة أن معجزات الرؤى والأحلام التي يظهر فيها القديسون بهيأتهم التي مثلت صورهم المرسومة إلي جوار أضرحتهم اليد الطولي من بين معجزاتهم الأخرى، كحدة الاستبصار ومعجزات الطبيعة.
كما وضحت الدراسة تنوع الأمراض التي عولجت من قبل أولئك القديسين ما بين عضوية (العمي، البرص، الشلل، الحمي، داء الكلب، الإمساك، والاستسقاء)، وأخرى روحية أشهرها المس الشيطاني.
وأشارت الدراسة إلى أن أشهر القديسين الذين قصدهم الناس لقدراتهم الإعجازية في شفاء أمراضهم أمثال يوحنا الليكوبولي، ومقاريوس السكندري، وأنطونيوس وباخوميوس، ومقاريوس الكبير (المصري)، وثيو وبنيامين، وغيرهم.
كما أشارت الدراسة لطقس الحضانة بالكنيسة أو إلى جوار الضريح وبينت أن هذا الطقس كان امتدادًا لطقس حضانة المعبد الذي يشكل الظاهرة في ممارسة العلاج المقدس سيراً على طقوس العقائد الوثنية القديمة.
وضحت الدراسة أيضًا وجود بعض التخصصات للعلاج المقدس لدى بعض القديسين، والتي اقتصرت علاجاتهم الشفائية عليه. ولن تغفل الدراسة الإشارة الى دور بعض القديسات في هذا المجال والذي لايقل شأناً عن دور القديسين . ومنهن القديسة إيلاريا والقديسة ابو لليناريا والقديسة فيرنا .
وأشارت الدراسة إلي استراتجيات القديسين في وسائل علاجاتهم المقدسة ما بين استخدام الزيت ، والماء ورشم الصليب والاتصال المباشر وغير المباشر بالمرضي.