سعت إيطاليا عقب سيطرتها على ميناء عصب عام 1885م لوضع قدم لها فى الساحل المقابل لمناطق نفوذها فى القارة الإفريقية وبخاصة فى اليمن، ولتحقيق ذلك اتخذت إيطاليا آليات عدة، تمثل أهمها فى قيامها بتجنيد أشخاص من عرب عدن، وذلك لإستخدامهم فى مستعمراتها بشرق أفريقيا، وغلفت سياستها تجاههم بالطابع الودى لخلق قاعدة من اليمنيين تُفضل التعامل مع إيطاليا عن أية دولة أوروبية أخرى.
تابعت بريطانيا تلك التحركات عن كثب، لكن موقفها اتسم بالتباين، ففى البداية لم تُعلن حكومة بومبابى اعتراضها على عمليات التجنيد شريطة أن تتم بطريقه معتدلة، لكن هذا الموقف البريطانى سرعان ما تغير بسبب تأثير هذا التجنيد على سوق العمل فى عدن، ولتخوفها من انتشار النفوذ الإيطالى هناك ، وعليه حذر ساستها من مغبة تجنيد أشخاص من عدن للعمل تحت سلطة الحكومة الإيطالية، ليس هذا فحسب، بل سعت للإستفادة من هؤلاء العرب وتوظيفهم لخدمة أهدافها ومصالحها حتى انتهت إلى إنشاء ما يعرف باسم الكتيبة اليمنية الأولى عام 1918م .