يُعَدُ الحَاجِب حُسَام الدِّين لُؤْلُؤ واحدًا من أهم قادة الأسطول المصري الإسلامي خلال العصر الأيوبي بصفة عامة، وعهد السلطان صلاح الدين الأيوبي بصفة خاصة. ورغم أنه كان بطلًا من أبطال حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، وكانت له صولات وجولات في ميادين الجهاد في البحرين الأبيض المتوسِّط (بحر الروم)، والأحمر (بحر القُلزُم)، فإنه لم يُعثَر له على ترجمة وافية عند معاصريه تفيه حَقَّه حسبما ذكر أحمد أحمد بدوي، في المقال الذي كتبه عنه سنة 1948م. وهو المقال الوحيد الذي ألقى الضوء على شخصية هذا البطل الفذ. غير إنه مقال أشبه بالمقالات الصحفية التي لا تستند إلى توثيق مرجعي. وبخلاف هذا المقال، لم يقف الباحث على أية دراسات عربية ولا أجنبية تناولت سيرة الحاجب حسام الدين لؤلؤ، ودوره الجهادي ضد الصليبيين، ومن هنا عَزَمَ الباحث تسليط الضوء على هذه الشخصية العسكرية الإسلامية؛ لرد الاعتبار لها، وإبراز دورها في حركة الجهاد الإسلامي.
وتهدف الدراسة إلى محاولة البحث في سيرة القائد البحري حسام الدين لؤلؤ، وتفسير أسباب إهمال المصادر المعاصرة له، والكشف عن انجازاته العسكرية، وتوضيح دوره في حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، ورأي مؤرخي عصره فيه، وأهم منشئاته، ثم وفاته.