تستهدف الدراسة تحليل استراتيجيات التقديم الذاتي، والحِجاج الاتصالي، المتضمنة بخطاب المؤثرين بفيديوهات اليوتيوب، وعلاقتها باقتصاد انتباه الشباب المصري المقيم بالخارج تجاه قضاياه المجتمعية، وقد استند الباحث على عدد من المداخل والأطر المعرفية والنظرية من خلال نظرية التقديم الذاتي، ونظرية الحِجاج، ومفهوم اقتصاد الانتباه، حيث يشير مدخل التقديم الذاتي إلى كيفية تقديم الأشخاص أنفسهم للتحكم في رؤية الآخرين لهم، من خلال إدارة الانطباع، وتعد نظرية الحجاج إحدى النظريات الأساسية في دراسة التقنيات الخطابية، والتي تهدف إلى تحفيز عقول المتلقيين للخطاب، وقد أخذ التعامل مع انتباه المتلقي منحى أكثر جدية كونه أصبح سلعة باهظة ومحدودة، مما دفع صناع المحتوى إلى تبني ممارسات تهدف إلى جذب اقتصاد انتباه الأفراد والمحافظة عليه لأطول فترة زمنية ممكنة.
     وتوصلت النتائج إلى اعتماد المؤثرين على عدد من استراتيجيات الحِجاج الاتصالي في تقديم مختلف القضايا المجتمعية المقدمة منهم، وتبين أن اختلاف الاستراتيجية توقف على قصد المؤثر داخل الخطاب، فارتبطت استراتيجية الإقناع بقصد وصول كل مؤثر إلى مبتغاه بطريقة مقنعة باستخدام استمالات عقلية وعاطفية، بينما وظفت استراتيجية التضامن من خلال إقامة علاقة بين المؤثر والشباب المصري، في المقابل مع إصرار المؤثر على تبليغ المقصود من وراء خطابه وتوجيه النصح والإرشاد إلى الشباب اعتمد على استراتيجية التوجيه، وبوصول المؤثر إلى هدفه بطريقة غير مباشرة متعدية المعنى الحرفي للخطاب استخدم استراتيجية التلميح الضمني، وجاء تركيز المؤثرين بحساباتهم في اليوتيوب على القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، وأثبتت الدراسة تنوع استراتيجيات التقديم الذاتي للمؤثرين، مما يجعل بقاء المؤثر على منصة اليوتيوب مرهون برضا الجمهور المتلقي، وتبين وجود علاقة بين كل من استراتيجيات التقديم الذاتي والحِجاج الاتصالي، التي يدركها الشباب المصري بالخارج في المحتوى الرقمي بفيديوهات اليوتيوب، وبين اقتصاد انتباههم نحو القضايا المجتمعية بها.