شهدت السنوات الماضية انتشارًا كبيرًا لما يعرف بالمنصات الترفيهية الرقمية التي تعتمد على تقديم  خدمات ترفيهية مختلفة ومتنوعة عما يتم تقديمه في وسائل الإعلام الأخرى، وعزز من انتشارها جائحة كورونا(كوفيد-١٩) وما شهدته من إغلاقات لمعظم الأماكن الترفيهية على مستوى العالم.
ومع الزيادة المستمرة لانتشار المنصات الترفيهية الرقمية وزيادة الاقبال عليها في مجتمعاتنا العربية وبصفة خاصة المجتمع المصري، ومع بدأ هذه المنصات في بث محتوى باللغة العربية يخاطب بشكل مباشر مجتمعاتنا العربية وبخاصة الشباب الذين يعتبروا وفقًا للعديد من الدراسات المستهلك الأول لهذه المضامين، ومع ظهور أنماط مختلفة للمشاهدة (المشاهدة الشرهة أو المفرطة) وما يصاحبه من كثافة في التعرض لمثل هذه المضامين، كان لابد من إلقاء الضوء على تأثيرات هذه المضامين خاصة ذات المحتوى العربي الموجه بشكل مباشر على قيم مجتمعاتنا وما لها من خصوصية ثقافية، وما إذا كانت هذه المضامين تراعي هذه الخصوصية أم لا، فكان لابد من رصد آراء أهل الخبرة من النخبة الأكاديمية والإعلامية والمهنية لتقييم هذه الظاهرة المجتمعية الحديثة نسبيا على مجتمعاتنا وخاصة منصة نتفلكس الأمريكية الأشهر من بين كل المنصات، ورؤيتهم لإيجابيات وسلبيات هذه المنصات، والتعرف على أهم التأثيرات التي يمكن أن تحدثها هذه المضامين على قيم الشباب المصري، ورؤيتهم فيما يخص التعامل مع هذه المنصات وسبل مواجهة المضامين المقدمة بها، واتخذت الدراسة اتجاهًا تكامليًا يعتمد على عدد من النظريات والمداخل منها، نظرية ثراء الوسيلة، نظرية الحتمية التكنولوجية ونظرية الغرس الثقافي، وتوصلت الدراسة إلى ارتفاع التقييم الإيجابي لأفراد عينة الدراسة من النخب سواء فيما يتعلق بطبيعة استخدام منصة نيتفلكس، وكذلك الخدمات التي تقدمها المنصة ومستوى التفاعلية المتاح عليها، وطبيعة المضمون المقدم بها، وهو ما يعكس السمات المميزة لهذه الوسائط الجديدة، بينما تأرجح تقييم النخب لتأثيرات المنصات الترفيهية الرقمية على قيم الشباب مابين تأثيرات إيجابية وسلبية.