هدفت الدراسة الكشف عن الدلالات السيميائية للصور الصحفية للصراع المسلح بالسودان   بالمواقع الإخبارية للصحف العالمية (موقع نيويورك تايمز الأمريكية، وتايمز البريطانية، وتايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية) معتمدة على أداة التحليل السيميولوجي في ضوء مقاربة رولان بارت بمستوييها. وتمثل المستوي الأول التعييني من خلال الوصف الدقيق لعينة من الصور المنشورة للصراع المسلح بالسودان بمواقع الصحف العالمية خلال فترة الدراسة. ويتضمن المستوي الثاني التضميني وهو يعني القراءة المتعمقة لما وراء الصورة للكشف عن الدلالات والقيم الرمزية التي تحملها والتي تختلف من مجتمع لآخر.
كشفت نتائج التحليل السيميائي عن عدم تطرق المواقع لنتائج القذف والتدمير على المواطنين من قتلي ومصابين على الرغم من تناولها في متن الخبر أو التقرير عن تفاصيل أعداد القتلى والمصابين. وجاءت الدلالات الرمزية والمعاني الكامنة بالصور عينة الدراسة لتكشف عن تركيز جريدة النيويورك تايمز الأمريكية في إبراز الوضع السيء الناتج عن اشتباكات السودان لتحقق هدف رئيسي وهو إرسال رسالة للعالم للنظر في اشتباكات السودان والوضع السيء الذي يعاني منه المواطنين لإيجاد حلول سريعة لإيقافه لتعبر بذلك عن سعي أمريكا الدائم للسلام ونبذ العنف كما تدعو. في حين جاءت الصور بموقع صحيفة تايمز البريطانية لتعبر عن التضامن بكافة أشكاله متمثلا في تضامنها مع الشعب السوداني والتأكيد على ذلك لتخاطب العالم بضرورة الحاجة لمساعدتهم.  في حين ركزت جريدة التايمز أوف إسرائيل على المواطنين وتضامنهم مع الوضع وعدم مبالاتهم وتعايشهم وسط الصراع ولم يلجأ المواطنين للعنف لمواجهة الأوضاع، فقد أنتابهم الاستسلام للوضع القائم، وكأنها تنادي بالتعايش والاستسلام رغم القتل والدمار لتعبر بذلك عن أفعال الدمار والخراب لم تكن بفعل الصهاينة فقط وإنما بأفعال العرب كذلك.