تسعى إدارات المؤسسات والوسائل الإعلامية للوصول لمراحل متقدمة من تجويد المنتج الإعلامي، ورفع مستوى الخدمة الجماهيرية التي تقدمها، ويؤثر في هذه العملية الإدارية العديد من مكوّنات العمل الإداري وحيثياته المتنوعة من هيكلة إدارية، وتوزيع مهمات العمل، ومتابعة عمليات التدفق الإدارية، وكيفية تنفيذ الواجبات، وغير ذلك من عناصر العملية الإدارية. ويعد "التحفيز الإداري" من الأساليب الإدارية التي حظيت باهتمام شديد في الدراسات الإدارية المعاصرة للمؤسسات الإعلامية، وذلك من منظور محدد؛ وهو البحث عن علاقة التحفيز بالرضا الوظيفي للعاملين في تلك المؤسسات، وبالتالي انعكاسات الرضا على جودة المنتج، وتعد "الجـودة" (Quality) في الصناعة التلفزيونية من المصطلحات المثيرة للجدل، وحتى تتوائم عمليات "التحفيز" مع "الجودة" في المنتج التلفزيوني، لابد من أن تخضع الممارسات التحفيزية في القنوات التلفزيونية، وتأطّر ممارساتها وفقاً لنظريات التحفيز الشهيرة، التي تتعدد وتتنوع. من هنا، ولفحص العلاقة بين "التحفيز الإداري" و "تجويد المنتج التلفزيوني"، تَشكّل لدى الباحث قناعة بأهمية دراسة هذه العلاقة، وفحصها في بيئة الإنتاج التلفزيوني في المملكة العربية السعودية، سيما بعد أن ترسخت تجربة الإدارة التلفزيونية في المملكة في ظل إنشاء "هيئة الإذاعة والتلفزيون" في العام 2012م، ومنحها العديد من السمات والخصائص، وتمتعها بشخصية اعتبارية مستقلة ماليا وإداريا. وقد جاءت هذه الدراسة وفق المنهج الكمي المسحي الذي يستهدف القائم بالاتصال في القنوات التلفزيونية الحكومية السعودية، واعتمدت على نظرية العامِلَين كإطار نظري لها، هذا وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج لعل من أبرزها:  وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين عوامل (مستوى إثارة العمل، ومستوى التقدير الذي يحظى به العاملون، وفرص التطوير والترقي الوظيفي، وميزة اتخاذ القرارات وتحمل المسئوليات الممنوحة، وتحقيق الإنجازات والتطلعات) ومستوى تجويد المنتج التليفزيوني من وجهة نظر القيادين في قطاع الإنتاج التليفزيوني ما يؤكد ما أشارت إليه الدراسات السابقة ويدعمها من حيث أهمية تفعيل عوامل التحفيز الإداري من قبل القياديين في قطاعات الإنتاج التلفزيوني في القنوات التلفزيونية السعودية الحكومية من أجل ضبط جودة المنتج التلفزيوني ورفع كفاءته، بالإضافة إلى وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين عوامل (مستوى إثارة العمل، ومستوى التقدير الذي يحظى به العاملون، وفرص التطوير والترقي الوظيفي، وميزة اتخاذ القرارات وتحمل المسئوليات الممنوحة، وتحقيق الإنجازات، والتطلعات) ومستوى تجويد المنتج التليفزيوني من وجهة نظر الموظفين في قطاع الإنتاج التليفزيوني من حيث أهمية إدراك عوامل التحفيز الإداري والإلمام بها وبأهميتها لدى الموظفين العاملين في قطاعات الإنتاج التلفزيوني في القنوات التلفزيونية السعودية الحكومية سعيا نحو تجويد المنتج التلفزيوني ورفع كفاءته. كما أكّدت الدراسة تفوق العنصر النسائي القيادي في تحفيز الموظفين في بيئة العمل الإداري نحو تجويد نوعية المنتج التلفزيوني في قطاعات الإنتاج في التلفزيون الحكومي السعودي. وفي الختام أوصت الدراسة بأهمية أخذ القائمين بالاتصال ويمثلهم في هذه الدراسة القياديين والموظفين في قطاعات الإنتاج التلفزيوني بعين الاعتبار عوامل التحفيز الإداري وكيفية الاستفادة منها في تطوير بيئة العمل التلفزيوني، وعدم الاكتفاء بدراسة عوامل التحفيز الإداري وانعكاساتها على الرضا الوظيفي لدى العاملين بل لابد من أن تتجاوز هذه النوعية من الدراسات هذا المستوى نحو الوصول إلى البغية الحقيقية من هذا التطوير وهو تجويد المنتج التلفزيوني من خلال ضبط بيئة العمل وتطويرها عبر عوامل التحفيز الإداري.