تبنت الحكومة المصرية التسويق الأخضر واستخدمت الحملات الصديقة للبيئة على مدار الأعوام الماضيين لرفع الوعي البيئي بين الشباب المصري وضمان استدامة الموارد الطبيعية. وبالتالي، فقد أثر نوع التسويق المستجد على أفكار وسلوكيات الشباب المصري ولفت الانتباه إلى أهمية دراسة تأثير هذه الحملات على تشكيل وعي الشباب.
في ضوء الحملة الرئاسية "اتحضر للأخضر"، والتي قادتها وزارة البيئة المصرية، تضمنت هذه الدراسة إجراء تحليل لمضمون مقاطع الفيديو الخاصة بالحملة على مدار 3 سنوات لتحديد رسائلها الأساسية، وموضوعاتها الرئيسية، واستراتيجيات الإقناع التي اعتمدت عليها، وتقنيات العرض، واللغة المستخدمة. وللتعرف على مدى وصول الحملة إلى جمهورها المستهدف، الفئات الديمغرافية الأكثر تأثراً بالحملة، وتأثيرها عليهم، وتنوع مستويات وعيهم، فضلا عن التأثير السلوكي للحملة، استخدمت الدراسة الأسلوب الكمي  من خلال استمارة الاستبانة على عينة عمدية من الشباب المصريين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 40 عامًا.
وكشف تحليل مضمون الحملة عن أنها تهدف إلى تعزيز الإجراءات الصديقة للبيئة من خلال تبني استراتيجيات مقنعة عاطفيا ومنطقيا بالإضافة إلى اعتمادة لغة تحث على اتخاذ الإجراءات العاجلة. وأظهرت نتائج الاستبيان أن معظم مفردات عينة الدراسة شاهدوا الحملة. ومع ذلك، تفاوتت درجة استجابتهم بين المعرفة السلبية بالمشاكل البيئية الحالية التي شكلت معظم الإجابات والبدء في اتخاذ إجراءات لحماية البيئة. في المقابل، بدأ أقل من نصف عينة الدراسة في اتخاذ إجراءات نشطة لتغيير سلوكياتهم بطريقة تحافظ على البيئة. وخلصت الدراسة إلى أن الحملة نجحت في تحقيق أهدافها، وهو الأمر الذي اتضح من خلال مقارنة تحليل المضمون بنتائج استمارة الاستبانة وما تبين في ضوء المعرفة المكتسبة لدى عينة الدراسة من الشباب.