استندت الدراسة على مدخلين،(التعرض الانتقائي،/وإدارة المزاج العام)، فالفرد يميل إلى التعرض طواعية للمضامين المفضلة، بوسائل الاتصال المختلفة، فيختار المحتوى المتوافق مع ميوله واتجاهاته، ويتجنب بوعي أو بغير وعي الوسائل التي لا يتفق معها، وحيث أن الأفراد يميلون إلى تعظيم مزاجهم الإيجابي، وتقليل مزاجهم السلبي، فنلاحظ ارتباط نظرية إدارة المزاج العام بنظرية التعرض الانتقائي لمحتوى الوسائط الإعلامية، حيث يعد اختيار الوسيلة مدفوع بدافع المتعة الناتج عن الحالة العاطفية للمستخدم وفق مبدأ تحسين المزاج، فهدف المستخدم لتحسين مزاجه دافع لاستخدام وسائل الاتصال، فيقوم بالبحث عن المحتوى المفضل، ويشاهد مضامينه بكثافة، ويتجنب المحتوى غير المرغوب فيه، وللمزاج العام داخل المجتمعات حالتان/المزاج الإيجابي، كالشعور بالتفاؤل والأمل، والسعادة، والرضا، والراحة، مقابل/المزاج السلبي، كالإحباط، وعدم الرضا، والحزن والقلق، والخوف.
      وجاء البحث لرصد وتفسير انعكاسات المشاهدة الشرهة للمسلسلات الدرامية عبر التعرض الانتقائي للمنصات الرقمية على المزاج العام للأسر العربية، وذلك في ضوء نظريتي التعرض الانتقائي وإدارة المزاج العام، وتستهدف الدراسة التعرف على طبيعة العلاقة بين حجم ودرجة التعرض الانتقائي، والذي يؤدي إلى المشاهدة الشرهة للمسلسلات الدرامية عبر المنصات الرقمية، وانعكاسات ذلك على المزاج العام للأسرة العربية، والفائدة المدركة لهم منها.
     وأسفرت الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية بين تعرض الأسر العربية الانتقائي للمسلسلات الدرامية بالمنصات الرقمية، ودرجة الفائدة المدركة منها، وخرجت بوجود علاقة بين المشاهدة الشرهة للمسلسلات الدرامية بالمنصات الرقمية، ودرجة الرضا عن مضامينها، وتشكيل المزاج العام للأسر العربية، وبينت حجم التأثير الكبير في المشاهدة الشرهة لدراما المنصات الرقمية على متابعة الدراما التليفزيونية.