تعد الانتقائية في القانون الجنائي الدولي قضية متأصلة، وبالأخص في محاكمات جرائم الحرب. فبالنظر الى محاكمات جرائم الحرب في التاريخ المعاصر يتضح لنا أن تلك المشكلة ليست حديثة الوجود. لقد نشأت المحكمة الجنائية الدولية كوسيلة للحد من الافلات من العقاب في القانون الجنائي الدولي ولكن في الأونة الأخيرة قد تعالت الأصوات في الأصداء الأكاديمية بأن المحكمة الجنائية الدولية بدأت أن تفقد مصداقيتها أمام المجتمع الدولي و بالأخص في ضوء إدعاءات الاتحاد الأفريقي المتزايدة بإزدواجية المعايير لدى المحكمة. فالتوتر الحالي بين الإتحاد و المحكمة توالد لعدة اسباب منها التداخل ما بين القانون و السياسة الدولية وبالأخص تحت مظلة مجلس السلم و الأمن بالأمم المتحدة، وأيضا التمويل و اثر معضلة المفاضلة ما بين اعتبارات السلام أم العدالة والتي تتصف بكونها حل قصير الأمد يتغاضى عن اعتبارات االقصاص لضحايا جرائم الحرب. تؤكد الدراسة على الحاجة الى الحد من الانتقائية التي تؤدي بدورها الى الافلات من العقاب وتتناول الدراسة كذلك دراسة دور الجمعية العامة للأمم المتحدة والاعلام وامكانية استخدامهما كمحرك لضمان ارساء السلام ومحاسبة الجناة في القانون الجنائي الدولي. هذه الدراسة مكتبية وتعتمد في الأساس على بحث ودراسة المقالات الأكاديمية، الكتب الأكاديمية و المعاهدات (مثل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية – معاهدات جنيف 1949 – ميثاق المحكمة العسكرية الدولية لنورمبرج – وميثاق الأمم المتحدة).