Tسعى الإنسان في الماضي لتحقيق الراحة الحرارية عن طريق المعالجات المناخية، ومع تغير مفاهيم الحياة تم التوجه نحو الحلول الميكانيكية لتحقيق ذلك، مما أدى إلى الزيادة في استهلاك الطاقة؛ وظهر ذلك جليا في المباني السكنية خاصة مع التزايد السكاني والحاجة إلى المساكن بصورة كبيرة[1]. ودور المصمم هو محاولة دمج المعالجات المناخية بالمباني لتقليل استهلاك الطاقة وخاصة بمباني محدودي الدخل؛ وعليه فإن البحث يقترح منهجية لتقييم هذه المباني بيئيا، ودراسة مدى ملاءمة دمج المعالجات المستدامة بها، وتأثيرها على التكلفة.
يقدم البحث في الشق النظري دراسة استدامة الإسكان، ومفهوم العمارة المستدامة ومبادئها، والمعالجات التقليدية والحديثة، واستراتيجيات كفاءة الطاقة؛ وتحليل لبعض تجارب استدامة الاسكان، وإسكان محدودي الدخل في مصر مع ذكر خاص لمدينة المنيا الجديدة.
ويتناول في الشق العملي دراسة ميدانية لإسكان محدودي الدخل بمنطقة الدراسة، من خلال رصد الوضع الراهن وتحديد أهم المشكلات البيئية بواسطة المقابلة الشخصية للسكان؛ وبواسطة استبيان المتخصصين والمسؤولين يتم التعرف على مدى ملاءمة المعالجات المستدامة لطبيعة إسكان محدودي الدخل، والمدى الزمني والكفاءة الاقتصادية لاستخدامها؛ وعرض النتائج والمقترحات لتقييم وتطوير إسكان محدودي الدخل بحالة الدراسة.
ولتحقيق أهداف الدراسة تم الاعتماد على المنهج الاستقرائي والتحليلي والاستنباطي، وتم جمع البيانات بالملاحظة المباشرة والمقابلات الشخصية لعينة من السكان والمتخصصين؛ ثم تحليل البيانات المتاحة واستخلاص النتائج واقتراح التوصيات المناسبة.