تهدف الدراسة إلى تعريف مفهوم "مدير المدرسة كباحث"، ومستوى ممارسة مُدَراء المدارس للبحث العلمي من وجهة نظرهم، ومدى إسهام مدير المدرسة بنشر ثقافة البحث العلمي بمجتمع المدرسة. استُخدم المنهج الوصفي عبر تطبيق الاستبانة كأداة لجمع البيانات حيث تكون مجتمع الدراسة من جميع مدراء مدارس منطقة المدينة المنورة وعددهم (1213) مدير مدرسة، وقد تكونت العينة من (314) مديراً في المدينة المنورة. وخلُصت الدارسة لنتائج مهمة وهي كالتالي: إن ممارسة مدير المدرسة للبحث العلمي كانت مرتفعة بمتوسط حسابي (4,02)، بينما كان إسهامه في نشر ثقافة البحث العلمي في مجتمع المدرسة إسهامًا مرتفعًا بمتوسط حسابي (3,84). ويشير ذلك إلى وعي المدير بأهمية البحث العلمي ودوره الفاعل في تطوير مهنته وتقوية بصيرته، بالإضافة لرفع مستوى مُخرجات المدرسة لوجود علاقة قوية بين السياسة والبحث والممارسة. أما فيما يتعلق بالتحديات في تطبيق البحث العلمي لدى مدراء المدارس فقد كانت إحدى نتائج الدراسة وحصلت على درجة متوسطة ومتوسط حسابي (3,15)، وربما يفسر ذلك إلى تسهيل تطبيق البحوث العلمية الميدانية في الميدان التربوي وتذليل الصعوبات. كما كشفت الدراسة عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابة أفراد عينة البحث حول مستوى ممارسة المدراء لدورهم كباحثين تعزى لمتغيري (الجنس والمؤهل العلمي) وهذا يعني أن ممارسة المدراء لدورهم كباحثين تظهر للجميع، بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائياً حول ممارسة المدراء لدورهم كباحثين تُعزى لمتغيري (سنوات الخبرة، الدورات التدريبية)، وقد قدم الباحثون نموذجًا مقترحًا لتطوير أداء عمل مدير المدرسة من خلال تطبيق البحث العلمي.